السؤال
أعاني من صداع شبه دائم عبارة عن ألم متنقل على جانبي الرأس، وأحياناً حول العين وأحياناً بالرقبة، بجانب ثقل في الرأس وعدم تركيز وأحياناً يلازم الصداع دوخة وحالة نفسية (ضيق وملل وتوتر واكتئاب بسيط جداً) بجانب اضطرابات في الجهاز الهضمي (إمساك، عسر هضم).
قمت بعمل أشعة مقطعية على الجيوب الأنفية وكانت النتيجة سليمة ولا يوجد شيء، وقبل الأشعة كلما أذهب إلى طبيب أنف وأذن يقول لي: إنك تعاني من الجيوب الأنفية المزمنة، بالرغم من أن الأشعة نفت ذلك.
ذهبت بعدها إلى طبيب مخ وأعصاب، وشخص حالتي بأنها صداع، وتوتر، وكتب لي دواء “…”، وتناولت العلاج لمدة 3 أشهر، ولم يأت العلاج بأي نتيجة.
نفسيتي تعبت جداً، لأن الصداع ملازم لي منذ أكثر من 10 سنوات، وأثر على حياتي وعلى نفسيتي لدرجة أني ذهبت للكثير من الأطباء النفسيين، حيث أنني شخصت حالتي بأنها نفسية في المقام الأول، سؤالي ما الذي أعاني منه بالضبط وما هو علاجه؟
عبد الحق
الجواب
أنت لديك شكوى واضحة جدًّا، وهي: استمرار هذا الصداع مع عدم التركيز، وآلام متنقلة هنا وهناك، وفي معظمها تتمركز حول العين والرقبة، واضطراب في الجهاز الهضمي، وكذلك مشاكل الجيوب الأنفية.
أرجو أن أوضح لك حقيقة وأمر هامٌّ جدًّا، وهو: أن هنالك بعض الناس لديهم الاستعداد لما نسمّيه بالتضخيم أو التغليظ النفسي لأعراضهم الجسدية، يعني مثلاً: إذا نام إنسان في وضعية خاطئة وحدث شيئًا من الضغط على عضلات الرقبة، هذا ينتج عنه ألم، هذا شيء طبيعي لأي إنسان، لكن الإنسان الذي لديه القابلية والميول لما نسمِّيه بالتغليظ النفسي للأعراض يكون لديه ألم شديد وصداع وتشنُّجات عضلية وشيء من هذا القبيل، لأنه لديه الاستعداد، لديه الهشاشة النفسية التي تجعل أعراضه متضخمة وزائدة أو شديدة، وتجد أن هذه الفئة من الناس تتنقّل لديهم الأعراض، مرة في الجهاز الهضمي، ومرة في فروة الرأس، ومرة في أسفل الظهر…وهكذا.
إذًا أنت لديك استعداد وقابلية لأن تتضخم لديك الأعراض الجسدية إن حدثت أو لم تحدث، مثلاً: إذا أُصبت بالأنفلونزا؛ هذا من الطبيعي أن يؤثّر قليلاً على الجيوب الأنفية.
إذًا حالتك حالة نفسوجسدية، فأرجو أن تقتنع بعدم التردد على الأطباء وتجاهل هذه الأعراض، وأن تعيش حياة صحيّة مطمئنة هي وسيلة من وسائل العلاج.
كما أنصحك أن تتناول عقار (…) يُخفف عليك كثيرًا هذه الأعراض، وجرعته المطلوبة في حالتك هي خمسين مليغرامًا صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء. دواء جيد وفعال، وسوف يُساعدك، لكن أهم شيء هو نمط الحياة الإيجابي الذي يجب أن تنتهجه.
د/ عمر. ش