السؤال
أنا عمري 26 سنة، وأريد أن أعمل تقويما للأسنان العلوية؛ لأنها متقدمة، وأخبرني الطبيب أن التقويم سوف يرجع الأسنان العلوية فقط، ولن يرجع الفك العلوي المتقدم، وأن إرجاع الفك يحتاج إلى عملية جراحية، وأنا لا أريد إجراء العملية لصعوبتها.
علما أن التقويم يستطيع إرجاع الفك المتقدم، لو كان العمر أقل من 18 سنة حسب قول الطبيب.
ماذا أفعل؟
سامية. د
الجواب
إن سوء إطباق الأسنان يؤدي إلى فقد العلاقة السليمة بين انطباق الأسنان مع بعضها البعض من جهة، وعلاقة الفكين مع بعضهما من جهة أخرى، وقد يكون المسبب هو ازدحام الأسنان وتراكبها، ويفيد في هذه الحالة العلاج التقويمي للأسنان بالأجهزة التقويمية الاعتيادية، أو قد يكون السبب هيكلي، وهو صغر أو كبر أو ميلان أحد الفكين العلوي أو السفلي أو كليهما.
ولمشاكل ازدحام الأسنان وسوء الإطباق عوامل وراثية تنتقل للشخص بصفة وراثية قوية، كما قد يكون الرض على الفكين بعمر صغير تطور إلى مشاكل سوء إطباق هيكلية.
وفي أغلب حالات سوء الإطباق أو في حال وجود سوء إطباق عند الوالدين، أو في حال تعرض الشخص، وخصوصا الأطفال لأي رض قد يؤثر على نمو الفك، يتوجب المتابعة الدورية مع الطبيب، وبعمر يبدأ من 6 سنوات، ويستمر في المتابعة حتى عمر 18 سنة، فترة اكتمال نمو العظام وتمعدنها الكامل، فأية مشكلة تقويمية سنية أو هيكلية يكون حلها بسيطا في بدايته.
ويتوجب على طبيب التقويم إجراء الصور الشعاعية اللازمة للفكين والأسنان، وعمل دراسة جيدة لهذه الصور؛ لتحديد سبب الخلل هل هو على حساب العظم أم على حساب الأسنان، فإذا كانت المشكلة بسبب هيكلي، على حساب عظم الفك، من صغر أو كبر أو ميلان في أحد أو كلا الفكين، يجب أن يبدأ العلاج بعمر صغير بأجهزة تقويمية متحركة خارج أو داخل الفم، لعمل كبح نمو الفك في حال تقدم الفك أو تنشيط نمو الفك في حال صغر الفك أو ميلانه وغيرها، وكل مريض على حسب تشخيص الحالة، فالبدء بالعلاج بهذه الأجهزة بعمر صغير يجنب الشخص التعرض للجراحة لتعديل سوء الإطباق بعد عمر 18 سنة، وفترة اكتمال نمو وتمعدن العظام، والتي تحتاج إلى إجراء التخدير العام، وعمل قطع جراحي لعظام الفكين لإرجاعها للوضع الطبيعي.
ومن الطبيعي أن يؤثر سوء الإطباق السني أو الهيكلي -سواء تقدم أو تراجع أو ميلان الفك- على منظر الشخص أثناء الكلام أو الابتسامة، أما من الناحية الطبية يتوجب إجراء تصحيح لأي خلل إطباقي سني أو هيكلي إذا تسبب في أي أذية لاحقة على عملية مضغ الطعام، أو نطق الحروف بشكل صحيح، أو أي تطور لتنفس فموي، مع عدم إهمال الناحية الجمالية للشخص أثناء الكلام أو الابتسامة، لذلك يجب تقييم الضرر الحاصل من سوء الإطباق لاتخاذ الإجراء العلاجي المناسب.
د/ عمر. ش