السؤال:
أعاني من بعض المشكلات بسبب اضطراب ما بعد الصدمة، وأنا الآن آخذ علاجا “…”منذ 3 أسابيع.
أنا الآن في الصف الثالث الثانوي، حاولت خلال فترة الحجر المنزلي أن أحضر الدروس عن بعد لكني لا أستطيع أن أستوعب ما يشرحه المعلم، أفهم كل كلمة أو جملة قصيرة بمفردها، ولكن ليس الجمل الطويلة، كأن استيعابي لفترة زمنية قصيرة ثم ينقطع، وكذلك عندما أفكر في حل مسألة رياضية، وذاكرتي ضعيفة بشكل ملحوظ لدرجة أنني قد أنسى الطريق المؤدي إلى مكان قد ذهبت إليه مرات عديدة، وكذلك القرآن والدروس، ولا أستطيع القيام بالأعمال المنزلية، أو الاهتمام بنفسي، حيث أن أي عمل يجده الجميع سهلا أفعله بصعوبة.
ليست لمشكلة في جسدي، بل عقلي، فهو يشعرني بالعجز، وأعاني من التفاعل مع الآخرين، فلا أستطيع تحليل كلامهم جيدا، ولا التعبير عما أريد، وكأنني لا أجد كلمات.
شيماء ب.
الجواب:
موضوع تشتت الذهن وضعف التركيز هو ناتج من القلق، والقلق كثيرًا ما يؤدي إلى إجهاد نفسي.
أنصحك بالاستمرار بدواء (…) فهو دواء ممتاز جدًّا، فقومي برفع الجرعة عند الوقت الذي حدده لك الدكتور الذي يتابعك.
الأمر الآخر هو: حاجتك لأن تُنظمي الوقت، وأول ما أنصحك به هو النوم الليلي المبكّر، هذا مهمٌّ جدًّا، يمكن الساعة الثامنة أو التاسعة بالأكثر، يجب أن تكوني على السرير، وكوني في حالة مزاجية طيبة، طبّقي تمارين استرخاء، تمارين التنفس المتدرّجة ممتازة جدًّا.
صفة هذا التمرين: وأنتِ في حالة استرخاء تام على الفراش أغمضي عينيك قليلاً، ثم افتحي فمك أيضًا قليلاً، وضعي يديك على جنبيك أو على صدرك دون ضغط شديد، ثم خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف – وهذا هو الشهيق – ويجب أن يستغرق هذا الشهيق حاولي سبع إلى ثمان ثوانٍ، وبعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك لمدة أربعة ثوانٍ، وهذا مهمٌّ جدًّا، لأن مسك الهواء يجعل الأكسجين ينتشر في الجسم بصورة ممتازة جدًّا، وهذا يؤدي إلى الاسترخاء، وبعد ذلك انتقلي إلى الزفير – أي إخراج الهواء عن طريق الفم – ويكون ذلك أيضًا بقوة وببطء، ولمدة لا تقل عن سبع إلى ثمان ثوانٍ.
هذا التمرين تُكرريه ستُّ مراتٍ متتالية، وسوف تحسّين باسترخاء ممتاز، بعد ذلك تقرئي أذكار النوم.
النوم الليلي المبكّر بالكيفية التي ذكرناها لك يزيل القلق، يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ.
وبجانب التمارين الاسترخائية لابد من أن تمارسي تمارين رياضية، تمارين مثلاً نط الحبل داخل البيت، أو أي رياضة تناسبك.
د/ عمر ش.