استشارات طبية …أخاف كثيرا، وأتوتر بشدة قبل السفر ؟

elmaouid

السؤال

أنا متزوجة منذ خمس سنوات، وبعد زواجي مررت بعديد الصدمات، بدايةً بالعقم، وخيانة زوجي، ثم وفاة عمي، ورؤيتي لجنازته، حيث أنني منذ صغري أخاف من الموت ورؤية الجنائز.

قبل 6 أشهر أصبت بضيق في التنفس، وتسارع في ضربات القلب، وارتفاع  للضغط فأخذت خافض الضغط وعاد طبيعياً، ولكن الأعراض ما زالت مستمرة، بعدها أصبت بالأعراض ذاتها، مع ألم في رأس المعدة، وغازات، وعند ذهابي للمستشفى تم تشخيصي على أنه تهيج قولون والتهاب معدة.

أخذت العلاج، ولكن المشكلة لا زالت موجودة، بل زادت الأعراض، وأصبحت أعاني من الخوف والأرق، والفزع من النوم، فكنت أنام قليلاً ثم أستيقظ خائفة، مع خفقان شديد في القلب، لدرجة أنني أسمع صوت النبض، وكذلك أصبحت أعاني من التوتر والقلق والخوف من جهاز الضغط، حتى بعد أن أجمع كل الأطباء أنني لا أعاني من الضغط، بل من التوتر، ولكن الخوف لا زال مستمراً.

قبل 3 أشهر زرت طبيب الباطنية، وبعد إجراء تحليل النفخ قال إنني أعاني من جرثومة معدة، وتهيج القولون العصبي، فصرف لي علاجا ثلاثيا أخذته كاملاً، ولكن الأعراض لم تذهب بالكامل، بل زاد عليها ألم شديد في الرأس، وشد في مؤخرة الرأس، وتشنج في عضلات الرقبة والظهر.

أجريت تخطيطا للقلب أكثر من مرة، وكانت النتائج سليمة، وأجريت تحاليل للكبد والمرارة والكلى، والطحال وأنزيمات الكبد والقلب، وكلها سليمة -ولله الحمد-، فما تشخيصكم لحالتي؟

الجواب

من خلال شرحك الرصين أستطيع أن أقول لك أن هذه الحالة التي تعانين منها حالة نفسية، وهي ليست مرض نفسي حقيقي، إنما هي ظاهرة نفسية، والظاهرة دائمًا أقلَّ من المرض.

الذي حدث لك من تغيُّرٍ مفاجئ  بكل أعراضه النفسية والجسدية التي وصفتها- هذا يُسمَّى بنوبة هرع أو فزع أو هلع، وهو نوع من القلق النفسي الحادّ جدًّا والمصحوب بمخاوف شديدة، حتى بعض الناس يأتيهم شعور أن الموت آتٍ.

نوبات الفزع هذه والهرع دائمًا تنتهي بنوع من الوساوس والقلق، أو ما نسميه بالقلق التوقعي، يعني الإنسان يكون متحفِّزًا ومتخوفًا في جميع الأوقات أو في جُلِّها.

الأعراض الجسدية المصاحبة هي جزء أساسي للأعراض النفسية، وكثير من الذين يُعانون من هذه الظواهر يذهبون لأطباء القلب وأطباء الباطنية، ويُقال لهم أنك تُعاني من القولون العصبي وشيء من هذا القبيل، القولون العصبي هو قولون توتري، يعني أيضًا الجانب النفسي يلعب دورًا في ذلك.

إذًا تشخيص حالتك هو أنك تعانين من قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، وقد بدأ الأمر معك بنوبة فزع وهرع، وأنت في الأصل لديك شيء من الاستعداد لهذه النوبات، وتعرُّضك لبعض الأحداث الحياتية التي سردتِّها في بداية رسالتك ربما يكون هو المثير الأساسي الذي جعل نوبة الهلع والفرع الأولى تظهر عليك.

أنصحك بالتوجه  إلى طبيب نفسي، لأنك  لستِ مريضة، لكنّك تحتاجين لشيء من العلاج السلوكي، والمتابعة، وبعض الأدوية البسيطة جدًّا.

إذا لم تتمكني من الذهاب إلى طبيب فأنا أقول لك: تجاهلي هذه الأعراض تمامًا، أرجو ألا تُكرري الذهاب للأطباء، يمكن أن يكون لديك طبيب واحد تُراجعينه كل ثلاثة أو أربعة أشهر، من أجل الاطمئنان والقيام بالفحوصات الروتينية، وطبيب الأسرة في المركز الصحي يمكن أن يكون مناسبًا جدًّا.

ثانيًا: أشغلي نفسك بما هو مفيد في أمورك الزوجية، وأمورك الحياتية، وحُسن إدارة الوقت يؤدي إلى حسن إدارة الحياة، هذا أمر مفروغٌ منه.

الأمر الثالث: حاولي أن تمارسي تمارين رياضية، كما أن تمارين الاسترخاء جيدة جدًّا، وتُوجد عدة برامج على الإنترنت تُوضِّح كيفية القيام بهذه التمارين.

رابعًا: أنت في حاجة لدواء بسيط يُسمى (…)،إن ذهبت إلى الطبيب فسيقوم بوصفه لك، وإن لم تذهبي يمكنك الحصول عليه، وهو لا يؤدي إلى الإدمان، ولا يتعارض أبدًا مع الهرمونات النسائية، لكن لا ننصح باستعماله في الحمل.

والجرعة هي أن تبدئي بخمسة مليغرامات من الحبة التي تحتوي على عشرة مليغرام، تتناولينها لمدة عشرة أيام، ثم ارفعي الجرعة إلى عشرة مليغرامات يوميًا لمدة شهرٍ، ثم تُرفع إلى عشرين مليغراما يوميًا لمدة شهرين، ثم تخفض إلى عشرة مليغرامات يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليغرامات يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليغرامات يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، هو دواء مفيد وممتاز وسليم.