استشارات طبية.. أتناول دواء وأنا حامل، هل يمكن أن يحدث تشوه في الجنين؟

استشارات طبية.. أتناول دواء وأنا حامل، هل يمكن أن يحدث تشوه في الجنين؟

السؤال

كنت أتناول دواء (…) وبعدها اكتشفت أنني حامل في الأسبوع الخامس، ذهبت إلى طبيبة نفسية لأستشيرها بوضعي، وقالت لي: امتنعي تمامًا عن تناوله، فهناك خطر حدوث تشوه، كلامها أرعبني لأنني كنت أتناوله ما يقارب 10 أشهر، وتأثيره مازال في جسمي، امتنعت عنه يومين وبعدها جاءت أعراض لا أستطيع أن أصفها إلا أنني كنت في جحيم من شدة ما أعانيه، والذي زاد الطين بلة أنني موظفة.
بعدها في لحظة ضعفي تناولت (…) ونمت وشعرت براحة وتخدير في جسمي، فكرت بأن أنزل الذي في بطني لخوفي من التشوهات وبقائه في جسمي، وعدم مقدرتي على الامتناع، بالرغم من أنني حاولت، تناولت دواء (…) نزل دم واستمر يومًا ونصف، وبعدها توقف وشعرت بتأنيب الضمير، ذهبت إلى أخصائي نساء وولادة، وأخبرني: بأن كيس الحمل موجود، ويجب التزام الراحة، فكرت أن أذهب إلى طبيب نفسي آخر لعله يصف لي دواء بديلًا، فوصف لي (…) في حالة عدم قدرتي على تحمل أعراض الانسحاب “…”.
هل ما فعلته سوف يشوه الجنين؟

أسماء. ج

الجواب
الاختلافات التخليقية في الأجنة –ولا أحب أن أسميها تشوهات– نسبتها في الأصل حوالي اثنين ونصف في المائة، أي اثنين ونصف في المائة من حالات الحمل عامّة تكون الأجنة فيها غير طبيعية، وفي بعض الأحيان قد تساهم بعض الأدوية في رفع هذه النسبة، و(…) من الأدوية التي لم يُثبت قطعًا أنها تؤدي إلى تشوهات، لكن في ذات الوقت لم تُعطَ البراءة الكاملة أنها سليمة في فترة الحمل الأولى -أي فترة تخليق الأجنة– وهي المائة والثمانية عشر يومًا الأولى، لذا الحكمة الطبية تقتضي ألا يتناول الإنسان هذا الدواء في الفترة المشار إليها، وعمومًا تناول الأدوية في هذه الفترة غير مرغوب فيها، إلا إذا كانت هنالك ضرورة، ويكون هذا الأمر تحت إشراف طبي.
الدواء الذي أثبت أنه سليم في أثناء الحمل هو عقار (…) والذي يعرف علميًا باسم (…) حتى في مراحل الحمل الأولى يمكن تناوله بجرعات صغيرة مثل: كبسولة واحدة في اليوم، والذي أراه هو أن (…) سوف يكون بديلاً ممتازًا للزيروكسات، لأن التوقف المفاجئ عنه قطعًا يؤدي إلى آثار انسحابية مثل التي حدثت لك، فالذي أود أن أقترحه هو أن تذهبي إلى الطبيب النفسي مرة أخرى.
وفوق ذلك من الضروري جدًّا ألا تشعري بالذنب، وأنا أؤكد لك أن آثار الزيروكسات في الدم ليست تراكمية، بمعنى أنه لا يبقى في الدم أكثر من ست وثلاثين ساعة، لذا تظهر آثاره الانسحابية بسرعة شديدة، فلا تنزعجي من حيث تأثير هذا الدواء، وفي ذات الوقت لا شك أن المتابعة مع الأطباء هي أمر محمود جدًّا، فتابعي مع طبيبة النساء والتوليد -على الأقل-، وزيارة واحدة أو زيارتين للطبيب النفسي أيضًا سوف تكون مفيدة جدًّا لك.

د/ عمر. ش