استراحة الصائمين.. يا صاحبة المطبخِ

استراحة الصائمين.. يا صاحبة المطبخِ

أحببتُ أن أقدمَ بشارةً للمرأةِ المسلمةِ “صاحبة المطبخِ في رمضان”. هذه البشارة ليست مني، بل هي من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث بشَّر بها أُمته في هذا الشهر المبارك. فاسمعي يا صاحبة المطبخِ إلى بشارةِ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا” سنن الترمذي. فالنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يقولَ من خلالِ هذه البشارة: إن المرأة عندما تقومُ بإعدادِ فطورٍ لعائلتِها، وتنوي بهذا العملِ تفطيرَ الصائمينَ، فإن اللهَ تعالى يكتُبُ لها أجرَ تفطيرِ الصائمين، يعني ذلك: كل صائمٍ في البيت، يفطر على طعامِها تنال أجرَه ولا ينقص من أجره شيء. وبما أنك تقومين بتحضير طعام الفطور، فساعدي عائلتك على إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم في تعجيل الفطر.

فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ” رواه البخاري، وعلميهم الإفطار على تمر أو ماء قبل صلاة المغرب. وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ ” كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رُطَبَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَاتٌ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ” سنن الترمذي. وكذلك المحافظة على أكلة السُّحُـورِ: فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُـولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً” رواه البخاري. فيا صاحبة المطبخِ، يا من تقضين وقتَك من الظهر إلى غروبِ الشمس في إعدادِ الفطورِ للصائمين: أبشري فإن الله لن ينْساك، بل جعلَ لك هذا الأجرَ العظيم وهو ثواب الصائمين، فيا صاحبة المطبخِ، اجعلي نيَّتك في تحضيرك للطعام هو إفطار الصائمين، وإحياء سنن النبي صلى الله عليه وسلم في فطورهم وسحورهم لتنالي هذا الثواب العظيم.