استراحة الصائمين.. وعاشروهن بالمعروف

استراحة الصائمين.. وعاشروهن بالمعروف

مَن أراد السعادة في أسرته، فعليه القيام بما أمره به الله تبارك وتعالى من القيام بالحقوق الزوجيَّة، والله تبارك وتعالى يقول ” وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ” النساء: 19، ويقول: ” وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ” البقرة: 228. فهناك حقوق للزوج على زوجته، وأصل هذه الحقوق قوله تبارك وتعالى ” الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ” النساء: 34، وقوله ” وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ” البقرة: 228. واعلم أن تَنازل الرجل عن قوامته أمر يُشقي المرأة ولا يُسعدها، ومن أجل استقرار الحياة الزوجيَّة لا بد أن تكون القوامة للزوج، فهذا أمر الله وشرعُه. وعلى الزوجة أن تطيع زوجها بالمعروف، فعن الحصين بن محصن رضي الله عنه، أنَّ عمَّةً له أتت النَّبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت من حاجتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ” أذات زوج أنتِ؟”، قالت: نعم، قال ” كيف أنتِ له؟ “، قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال ” فانظري أين أنتِ منه؛ فإنَّما هو جنَّتك ونارك” صححه الألباني.

وعليها ألا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تَصُم المرأة وبعلها شاهدٌ إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته وهو شاهدٌ إلا بإذنه ” رواه البخاري. والمرأة في بيت زوجها مسترعاة على ما فيه، وأنفس ما في بيت الرجل ماله وأولاده، فهي أمانة بيد المرأة يجب عليها تمام حفظها ورعايتها. وأوجب الله حقوقًا للزوجة على زوجها؛ وما ذلك إلا لتدوم السعادة بينهما، فأوجب للمرأة المهرَ، قال سبحانه ” وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ” النساء: 4. وأوجب لها النَّفقة والسكن، قال تبارك وتعالى: ” وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ” البقرة: 233. وقال ” أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ” الطلاق: 6. وعن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه قال: قلتُ: يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال ” أن تطعمها إذا طعمتَ، وتكسوها إذا اكتسيتَ أو اكتسبت، ولا تَضرب الوجهَ، ولا تُقبِّح، ولا تَهجر إلا في البيت” صححه الألباني. وعليه أن يعاشِرها بالمعروف؛ امتثالًا لقوله تبارك وتعالى ” وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ” النساء: 19.