عن حذيفة وأبي ذرٍّ رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه، قال: “باسمك اللهمَّ أحيا وأموت” رواه البخاري. إذا أوى؛ يعني: إذا ذهب إلى فراشه وأراد أن ينامَ، قال: باسمك اللهم أحيا وأموت؛ لأ_ن الله سبحانه وتعالى هو المحيي المميت، فهو المحيي، يحيي من شاء، وهو المميت، يُميت من يشاء، فتقول: باسمك اللهم أحيا وأموت؛ أي: أموت على اسمك، وأحيا على اسمك، ومناسبة هذا الذكر عند النوم، هو أن النوم موت، لكنه موت أصغر؛ كما قال تعالى: ” وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ… ” الأنعام: 60، وقال تعالى: ” اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ” الزمر: 42.
ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل، قال: “الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور” فتَحمَد الله الذي أحياك بعد الموت، وتذكَّر أن النشور يعني: الإخراج من القبور، والإ_خراج من القبور يكون إلى الله ” عز وجل فتتذكَّر ببَعْثك من موتتك الصغرى بعْثَك من موتتك الكبرى، وتقول: الحمد لله الذي أحيانا بعد إذ أماتنا وإليه النشور، وفي هذا دليل على الحكمة العظيمة في هذا النوم، الذي جعله الله راحة للبدن عما سبَق، وتنشيطًا . وهذا يزيدك إيمانًا بالبعث، والإ_يمان بالبعث أمرٌ مهم، لولا_ أن الإ_نسان يؤمن بأنه سوف يُبعث ويُجازَى على عمله، ما عمِل؛ ولهذا نجد كثيرًا أن الله يَقرن الإ_يمان باليوم الآ_خر بالإ_يمان به عز وجل؛ كما قال تعالى: ” الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ” التوبة: 44، وآيات كثيرة في هذا، فالمهم أنه ينبغي لك إذا أَوَيت إلى فراشك أن تقول: “باسمك اللهم أحيا وأموت”، وإذا استيقَظت تقول: “الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور”.