استراحة الصائمين.. كنز الاستخارة

استراحة الصائمين.. كنز الاستخارة

هناك شغف لدى البعض أن يطلع على المستقبل القادم، خاصة في الأمور التي لها علاقة مباشرة بأمور حياته، فهو شغوف بأن يعرف ما في المستقبل، ومن هذا المنطلق كان أهل الجاهلية إذا عزم الواحد فيهم على أمر، لجأ إلى عدة طرق لاستشراف هذا الغيب؛ فإما أن يتطير، أو يستقسم بالأزلام، والتطير طير يطلقه في السماء، فإذا اتجه يمنةً أقدم على أمره، وإذا اتجه يسرةً تراجع عن أمره، سواءً كان ذلك الأمر تجارة أو زواجًا أو أي أمر، وجاء الإسلام ليلغي ذلك كله، ويؤكد قاعدة مستقرة في نفوس الجميع: أن الغيب لا يعلمه إلا الله جل في علاه؛ قال تعالى: ” قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ” النمل: 65، وأن الإنسان مهما بذل لا يعرف، ” وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ” البقرة: 216.

وفي ظل هذا الأمر ألغى الإسلام كل الطرق التي يمكن أن توصلك إلى ذلك الغيب، فلا مجال لقضية قراءة الكف ولا الأبراج ولا النرد، ولا غير ذلك مما يحاول الناس فيه أن يستشرفوا ذلك الغيب، وفتح بابًا واحدًا يعينك على ذلك الغيب المستقبلي؛ ألا وهو: كنز الاستخارة، الاستخارة كنز عظيم، كثير منا يسمعه وقد يعي بعضه ولا يعي كله، وقليل من يطبقه في شؤون حياته كلها، قصة ذلك الكنز ربما تتضح في حديث جابر رضي الله عنه حين قال:  ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن، ثم قال الحديث: ” إذا هم أحدكم بأمر فليصلِّ ركعتين ثم ليقل : ” اللهم إني أستخيرك بعلمك ، واستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر – ويسمي حاجته – خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ، ويسره لي ، ثم بارك لي فيه . وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري عاجله وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به ” رواه البخاري.