استراحة الصائمين… دار السلام

استراحة الصائمين… دار السلام

دار السلام في كتاب ربنا جل وعلا منطوقًا في موضعين، الأول: في سورة يونس؛ قال الله تعالى: ” وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ” يونس: 25. والموضع الثاني: في سورة الأنعام؛ قال الله تعالى: ” لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” الأنعام: 127. فالسلام هو الله تعالى، ودار السلام هي الجنة، والله جل وعلا يدعو عباده إلى داره، وهي جناته التي أعدَّها لأوليائه، وأصفيائه، وعباده المؤمنين.

وقال الله تعالى في وصف دار السلام وهي الجنة: ” فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ” الإنسان: 11 – 14. ففي دار السلام، ما لاَ عَيْنٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعتْ، ولا خطرَ على قلب بَشَر، فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: “قال الله عزَّ وجلَّ: أعْدَدْتُ لعبادي الصالحينَ مَا لاَ عَيْنٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعتْ ولا خطرَ على قلب بَشَر، وأقْرَؤوا إن شئتُم: ” فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” السجدة: 17. متفق عليه.

وفي دار السلام تنظر إلى وجه الله الكريم، فعن صُهَيب رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دخلَ أهلُ الجنةِ الجنةَ، نادى منادٍ يا أهلَ الجنةِ، إن لكم عندَ الله مَوْعِدًا يريدُ أن يُنْجِزَكُمُوهُ، فيقولونَ: ما هُو ألَمْ يُثَقِّلْ موازينَنَا ويُبَيِّضْ وجوهَنا ويدخلْنا الجنةَ ويزحْزحْنا عن النار؟ قال: فيكشفُ لهم الحِجَاب، فينظرون إليه، فو الله ما أعطاهم الله شيئًا أحبَّ إليهمْ من النظرِ إليه ولا أقَرَّ لأعينِهم منهُ” رواه مسلمٌ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: “إن في الجنةِ مائة درجةٍ أعَدَّها الله للمجاهدِين في سبيلِه، بينَ كلِّ درجتين كما بينَ السماءِ والأرض، فإذَا سألتُمُ الله فأسألُوه الفِرْدوسَ، فإنَّهُ وسطُ الجنة وأعلى الجنة، ومنه تفجَّرُ أنهار الجنة، وفوقَه عرشُ الرحمنِ” رواه البخاري.