استراحة الصائمين.. الغنى غنى النفس

استراحة الصائمين.. الغنى غنى النفس

أغنى الناس غنيُّ النفس وليس كثير المال، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ العَرَضِ، وَلَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ” رواه البخاري. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الـمَالِ وَالخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ” رواه البخاري ، ورواية: “انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ” رواه ابن ماجه.

مع التنبيه على أن السعي في طلب الرزق مطلوب مشروع، فقد قال سبحانه وتعالى: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ”. الملك: 15، واعلم أن رزقك مكتوب لك، فلا تستعجل إن تأخر؛ فإن لم تطلبْه طلبك، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ أَكْثَرَ مِمَّا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ” رواه الطبراني.

فإن تأخَّر الرزقُ فلا تتعجَّلْه إلا بطاعة الله لا بالمعاصي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ” لَا تَسْتَبْطِئُوا الرِّزْقَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَبْدٌ يَمُوتُ حَتَّى يَبْلُغَهُ آخِرُ رِزْقٍ هُوَ لَه، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللهِ، فَإِنَّهُ لَا يُدْرَكُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ، فَخُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ” رواه ابن ماجه.

والغِنَى والأرزاقُ والنِّعم ليست في الأموال والعقارات والمتاع فقط، بل يشمل كلّ ما امتنّ الله علينا من زوجة أو صحَّةٍ أو ولد، أو دنيا، أو دين، فيرزقنا الله إتباع السنةِ ، ورزقنا الله، العملَ الصالحَ، والهديَ المستقيم، ورضا ربِّ العالمين.