استراحة الصائمين… الجنة في رمضان

استراحة الصائمين… الجنة في رمضان

لقد مضى من رمضان صدره، وانقضى منه شطره، واكتمل منه بدره، فاغتنموا فرصة تمرُّ مرَّ السحاب، وادخلوا قبل أن يُغلق الباب، واجتهدوا في الطاعة قبل انقضائه، فساعاته تذهب، وأوقاته تُنهب، ويوشك الضيف أن يرتحل، فأحسنوا فيما بقي، يُغفر لكم ما مضى، فإن أسأتم فيما بقي أُخذتم بما مضى وبما بقي. تعامل مع رمضان على أنه آخر شهر في حياتك وسيأتي رمضان القادم وأنت في عداد الموتى فبادر قبل الندم وسارع في الطاعات قبل حلول الأجل. بأمر من الله تُفتح أبواب الجنان في رمضان. بأمرٍ من الله تتزين الجنة للمؤمنين من أهل الصيام والقيام. بأمر ٍمن الله تتزين الحور العين لخطابها من أولياء الله الصالحين. لا إله إلا الله فُتحت أبواب الجنة أُقسم بالله: محروم ومخذول، من يُفتح له الله أبواب الجنة ولا يسابق الأنفاس، ليدخل أبوابها محروم.

نعم إنها الجنة التي فُتحت أبوابها هذه الأيام ولكن يا عجباً لها كيف نام طالبها، وكيف لم يدفع مهرها في رمضان خاطبها، وكيف يطيب العيش في هذه الدار بعد سماع أخبارها، إنها الجنة، دار الموقنين بوعد الله، المتهجدين في ليالي رمضان، الصائمين نهاره، المطعمين لعباد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن في الجنة غرفاً يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، قالوا لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطعم الطعام وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام” أخرجه أحمد. اجتهد أخي المسلم، واسأل الله في كل أحوالك، في ركوعك وسجودك وقيامك وقعودك، اسأل الله هذه الدار، التي إن ظفرت بها فقد ظفرت بالخير كله، ” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ” فصلت: 30 – 32. إنها دار ونعم الدار، لمن جد واجتهد في طلبها من رحمة أرحم الراحمين.