إنه شهر البركات والرحمات: فرمضان شهر الطاعة والقربى، والبر والإحسان، والمغفرة والرحمة والرضوان، و العتق من النيران: ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إذا دخل رمضان فُتحت أبواب الجنة وغُلقت أبواب جهنم وسُلسُلت الشياطين”. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا كان أولُ ليلةٍ من رمضانَ صفدت الشياطين ومردة الجن وغُلقت أبواب النيران فلم يفتح منها باب وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كُلَ ليلة” رواه الترمذيُ. إن الصيامُ يُصلح النفوسَ، ويدفع إلى اكتساب المحامد، والبعد عن المفاسد، به تُغفر الذنوبُ وتكفَّر السيئات وتزدادُ الحسنات، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم “من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه.
نعم رمضانُ سببٌ لتكفير الذنوب والسيئات إلا الكبائر قال صلى الله عليه وسلم “الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهنّ إذا اجتنبت الكبائر” رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم “فتنة الرجال في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة” متفق عليه. رمضان فيه إجابةُ الدعوات وإقالةُ العثرات قال صلى الله عليه وسلم “لكل مسلمٍ دعوةٌ مستجابةٌ يدعو بها في رمضان” ويقول صلى الله عليه وسلم “ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم” رواه أحمد. هذه هي فرصة رمضان فأيُ رمضانٍ يكونُ رمضانك، وتلك هي نعمة رمضان فماذا أنت فاعل وما ذا أنت صانع. إن شهراً بهذه الصفات وتلك الفضائل والمكرمات لحرى بالاهتبال والاهتمام، فعن أبي هريرةَ قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم “قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه يفتحُ فيه أبوابُ الجنة ويغلقُ فيه أبواب الجحيم، وتغلُ فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خير من ألف شهر من حُرِمَ خيرها فقد حُرِمْ”. رواه أحمدُ. وهذا شأن السلف الصالح رحمهم الله تعالى قال معلى ابنُ الفضلِ عن السلف أنهم كانوا يدعون الله جل وعلا ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ويدعونه ستةً أخرى أن يتقبله منهم.