استخدام المسكنات قد يُؤدي لإدمانها وغياب فعاليتها

استخدام المسكنات قد يُؤدي لإدمانها وغياب فعاليتها

تضاعف استخدام عقاقير تسكين الآلام التي يمكن أن تؤدي إلى الإدمان في أنحاء بريطانيا كما في العالم جميعا خلال الـ 15 عاما الماضية، بحسب تقرير أعدته مجموعة بارزة من خبراء الصحة العالمية.

وتوصل الباحثون إلى أن واحدا من بين كل 20 شخصا كانت توصف له المسكنات الأفيونية، مثل الكودايين والترامادول قد أدمنها، وأصبح يتناولها دون أن تُوصَ له والأخطر من ذلك أنه قد ينصح بها غيره.

كما توصل الباحثون إلى أن تلك العقاقير كانت تُوصف للمرضى لفترات طويلة، ومن جهتهم يقول الأطباء إن استخدام هذه العقاقير على المدى البعيد يؤدي إلى مخاطر الإصابة بالإدمان، بينما تصبح فوائدها شبه غائبة لتعوّد الجسم عليها.

ودفعت الوصفات الطبية لتلك العقاقير بصورة روتينية برجل يدعى جيمس إلى حافة الهلاك. واعتمد التقرير، الذي أجراه اتحاد أبحاث الصحة العامة في بريطانيا، على بيانات أكثر من 50 ألف مريض من مرضى هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

وبدأت معاناة جيمس عندما كان يشعر بألم في المعدة، لكن سرعان ما فقدت المسكنات التي كانت توصف له مفعولها، وأدى سعيه المستميت لتسكين آلامه إلى إنفاق 400 جنيه إسترليني شهريا على عقاقير إضافية كان يشتريها من الصيدليات على الأنترنت.

_كنت مدمنا_

وتدرج جيمس في تناول المسكنات، فبدأ بثمانية أقراص حتى وصل إلى 50 قرصا يوميا، وقبل أن يعرف أنه بات مدمنا كانت حياته قد خرجت عن السيطرة.

وقال جيمس: _منذ أشهر قليلة، كنت شخصا طبيعيا أعمل بدوام كامل، ولدي أطفال وزوجة، وكنت سعيدا، وفجأة تحولت إلى مدمن_، وأضاف: _كنت أعتقد أن الأمر سيكون على ما يرام. اعتقدت بأنني سأتناول تلك العقاقير لفترة قصيرة._

بالنسبة لجيمس، كانت الآثار الجانبية لتلك العقاقير مروعة، مثل الصداع والغثيان والإمساك، ثم بعد ذلك سلسلة من النوبات التي يشعر خلالها بالخوف من الموت. ويقول جيمس: _يمكن للعقاقير أن تدمر حياتك دون أن تشعر، لأنني اعتقدت أن تعاطي نفس الكمية أو زيادتها قليلا على مدار عام كان من الممكن أن يؤدي إلى هلاكي._

ويخضع جيمس الآن للعلاج من خلال مساعدته على التعامل مع إدمانه الذي أدى إلى شلل في بعض الأطراف من خلال برنامج يديره المجلس المحلي في منطقته وطبيب ممارس محلي.

وتوصل البحث إلى أنه في منطقة سكونثورب، التي يقطنها جيمس، وحدها هناك أكثر من 100 شخص يعتمدون على المسكنات.

ويقول التقرير إن مسؤولية مساعدة هؤلاء تقع على عاتق هيئة الخدمات الصحية الوطنية والمجالس المحلية، والمشاريع الطبية، مثل المشروع الذي التحق به جيمس رغم قلته.

ق. م