ازهد في الدنيا يُحبك الله

ازهد في الدنيا يُحبك الله

 

عن سَهْلِ بن سعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله، دُلني على عمل إذا أنا عملتُه، أحبني الله وأحبَّني الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ازهد في الدنيا يُحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يُحبوك”؛ حديث حسن رواه ابن ماجه وصحَّحه الألباني. ومن فوائد الحديث:

– فضل الاستغناء عما في أيدي الناس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعله سببًا لمحبة الناس لك؛ لأنهم منهمكون على محبتها بالطبع، فمن زاحمهم عليها أبغضوه، ومن زهد فيها وتركها لهم أحبوه، وقد جاء في حديث سهل بن سعد مرفوعًا: “شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس”؛ رواه الطبراني وحسنه الألباني. وقال الحسن: لا تزال كريمًا على الناس، أو لا يزال الناس يكرمونك ما لم تعاطَ ما في أيديهم، فإذا فعلت ذلك استخفوا بك، وكرهوا حديثك وأبغضوك. وقال أيوب السختياني: لا يَنبُل الرجل حتى يكون فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عما يكون منهم. وقال أعرابي لأهل البصرة: من سيد أهل هذه القرية؟ قالوا: الحسن، قال: بما سادهم؟ قالوا: احتاج الناس إلى علمه، واستغنى هو عن دنياهم. وقال ابن رجب رحمه الله: وقد تكاثَرت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر بالاستعفاف عن مسألة الناس والاستغناء عنهم، فمن سأل الناس ما بأيديهم، كرِهوه وأبغضوه؛ لأن المال محبوب لنفوس بني آدم، فمن طلب منهم ما يحبونه، كرِهوه لذلك.

– الداعي إلى الله أحوج ما يكون إلى محبة الناس له؛ لأنهم إذا أحبوه أحبوا بضاعته وقبلوها، ولكن ينبغي ألا يكون السعي لكسب محبة الناس على حساب الحق والعدل، فإن هذا لا يجوز في دين الله عز وجل؛ قال صلى الله عليه وسلم: “من أرضى الناس بسخط الله، وكَله الله إلى الناس، ومَن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس” رواه الترمذي.