الجزائر- لم يعد يُفهم من الساحة السياسية والمشاهد “الأكروباتية” التي يستعرض فيها الفاعلون مواقفهم من الرئاسيات القادمة إلا الأحرف التي ينطقون بها، في ظل تيهان الرؤى والقراءات التي لم تعط عداداتها المؤشرات المرغوبة على غرار ما يحدث في بيت “تركة نحناح”.
وفي هذا السياق، تثير التحركات الغريبة لأبناء نحناح، بـ”حمس” والتنظيمات التابعة لها، عديد الاستفهامات من منطلق دوافعها والاستراتيجية المعتمدة فيها، لاسيما خلال هذه الفترة التي لا تختلف فيها المعارضة كما الموالاة على كونها جد حساسة تحضيرا للمرحلة المقبلة، من باب جملة التناقضات التي حملتها منذ البداية، من “حكاية مزفران” مرورا بمشاورات التوافق التي كانت أشبه برقصات “إيحائية” دائرية حول نفسها، وصولا إلى دعوة الجيش للتدخل ثم العدول عنها، وأخيرا مقترح التمديد للرئيس بوتفليقة قبل أن تتجاوزه وتمضي إلى ترشيح عبد الرزاق مقري !؟ ..الخمسة الأخيرة منها في ظرف أقل من سنة، وهي تحولات تتجاوز قدرة العاقل على الفهم، بما لا يدع مجالا للشك في قدرات الحزب “الانتقالية” ربما حتى في اعتناق ثلاثة أديان في يوم واحد!
وإن كان مقري بطل هذه “الفسيفساء” في المواقف، فإن سلطاني من جهته لم يفرط في “التقليد” (الازدواجية ) بعدما أعلن عن نيته في الترشح لكرسي المرادية قبل أن يتراجع عنها بعد نصيحة “العقال” – على حد قوله – ، ليتضح الأمر على أنه يتعلق بترشيح الرئيس، ترشيح وقف له عمار غول كـ”ثمرة من ثمرات نحناح” في “حسنات بوتفليقة” التي تاه و”ثمل” فيها إلى الحد الذي أصبح فيها يدعو إلى تمديد العهدة قبل أن يصحو بـ”غمزة” فوقية أعادت له معالم الطريق إلى تحالف دعم العهدة الخامسة.
وإلى ذلك، يلتحق “الطلابي الحر” الذي يعد من التنظيمات المحسوبة على “حمس”، بسجال الرئاسيات ليتموقع خارج الخط الاخير الذي رسمه عبد الرزاق مقري للحركة، حيث أعلنت المنظمة الطلابية في بيان لها أنها تدعم ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة جديدة، وهو موقف آخر يضاف إلى فسيفساء المواقف والتموقعات التي خلفها “أبناء نحناح” في الساحة .
وتعتبر حركة مجتمع السلم كبرى التنظيمات الإخوانية بالجزائر ، حيث سبق لها الاصطفاف في التحالف الرئاسي والمشاركة في الحكومة لقرابة عقد ونصف من الزمن قبل أن تمضي إلى المعارضة، غير أن خطاباتها ومبادراتها ومواقفها لم تعرف استقرارا، في ظل “النزيف” السياسي والتمثيلي الذي عرفته منذ خروجها من احضان السلطة.
ح م