عرفت أسعار الخضر والفواكه في الأيام الأخيرة بمختلف أسواق ولاية بومرداس ارتفاعا جنونيا لم تشهده من قبل، الأمر الذي أثار تذمر العديد من المستهلكين خاصة منهم ذوي الدخل المتوسط، أين يعيش هؤلاء منذ عدة أيام حالة من الهستيريا والاستياء والصدمة، بعد أن ارتفعت أسعار كل أنواع الخضر والفواكه دون استثناء وبشكل ملفت للانتباه، وهذا ما وقفت عليه “الموعد اليومي” في جولتها الاستطلاعية التي قادتها إلى بعض أسواق ولاية بومرداس على غرار سوقي كاب جنات وبرج منايل.
وخلال ذات الجولة، أول ما وقفت عليه “الموعد اليومي” هو أن الأسعار نفسها على مستوى جميع أسواق ولاية بومرداس سواء تلك التي زرناها أو الأسواق الأخرى وكأن تجار التجزئة اتفقوا على توحيدها، حيث يمكن للمتجول في هذه الأسواق منذ الوهلة الأولى، الوقوف على حقيقة التهاب الأسعار والمضاربة بشكل ملفت للانتباه، ولم يستثن الارتفاع أي نوع من أنواع الخضروات، حيث بلغ سعر البطاطا 75 دج، والطماطم التي أصبحت حديث العام والخاص بتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد منها 200 دج، الجزر 90 دج، القرعة بـ 220 دج، الفلفل الحار والطرشي تجاوز سعرهما 190 دج، البصل الذي كان مؤخرا لا يتجاوز 35 دج للكيلوغرام الواحد فقد ارتفع سعره في الأيام الأخيرة إلى 65 دج، الفاصولياء الخضراء تجاوز سعرها 300 دج، الثوم بـ 600 دج، الخس بـ 150 دج، الباذنجان بـ 100 دج وغيرها من الخضروات الأخرى التي هي كذلك مسها هذا الارتفاع الذي تفاجأ له العديد من المواطنين مع بداية السنة الجديدة.
من جهتها، أسعار الفواكه هي الأخرى ارتفعت كثيرا عما كانت عليه سابقا على غرار الموز الذي قفز سعره إلى 380 دج، التفاح بـ 550 دج، البرتقال تجاوز سعرها 200 دج، الماندرين بـ 220 دج، التمر بـ 650 دج وغيرها من الفواكه الأخرى التي مسها أيضا الارتفاع.
من جهتهم، عبر العديد من المواطنين الذين التقيناهم عن استيائهم وتذمرهم الشديدين إزاء هذا الالتهاب والمضاربة في أسعار مختلف الخضروات والفواكه وحتى المواد الغذائية الأخرى، مؤكدين في هذا السياق أن هذا الأمر أصبح مقلقا ومؤرقا بالنسبة لهم، أين تساءلوا عن دور الرقابة ومصالح التجارة في مثل هذه الحالات خاصة وأن هذه الأسعار تجاوزت المعقول.
في حين أرجع التجار ارتفاع أسعار الخضر والفواكه بمختلف أسواق ولاية بومرداس إلى العرض والطلب، بالإضافة إلى أن هذه الزيادات في الأسعار راجعة إلى قلة السلع وارتفاعها بأسواق الجملة.
وبين هذا وذاك، تبقى أسعار الخضر والفواكه بمختلف أسواق ولاية بومرداس ليست في متناول الجميع خاصة منهم ذوي الدخل المتوسط الذين لا تتناسب مع قدراتهم الشرائية، آملين من الجهات المسؤولة وعلى رأسها مديرية التجارة لولاية بومرداس التدخل العاجل من أجل مراقبة الأسعار وكذا ردع التجار الذين يقومون برفع الأسعار كما يحلو لهم من دون أية مبررات شرعية.
… والسردين تجاوز 650 دج للكيلوغرام الواحد
كما تواصل أسعار السردين عبر مختلف مسمكات ونقاط البيع بولاية بومرداس ارتفاعها الفاحش، ويضاف إلى كل ذلك تسجيل قلة المنتوج ومحدودية الأنواع المعروضة بمختلف نقاط البيع، رغم أن الولاية تشتهر ببيع مختلف أنواع الأسماك، حيث أصبح مجرد التفكير في اقتناء السمك بمختلف أنواعه، ضربا من الخيال، بالنسبة لأغلب العائلات خاصة منهم ذوي الدخل المتوسط في ظل أسعارها المرتفعة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء في كثير من الأسواق، الأمر الذي استاء له العديد من المواطنين خاصة وأنهم كانوا يلجؤون إليه تعويضا للحوم الحمراء وحتى البيضاء التي هي كذلك تجاوزت أسعارها الحدود.
وخلال جولة “الموعد اليومي” إلى بعض مسمكات ولاية بومرداس على غرار مسمكتي كاب جنات ودلس شرقا الولاية، لاحظت الاقبال الضعيف على شراء السردين، ولدى اقترابنا وجدنا أسعارها ارتفعت كثيرا عما كانت عليه سابقا، أين تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من السردين 650 دج، وهو ما أدى إلى عزوف العديد من المستهلكين خاصة منهم ذوي الدخل المتوسط عن اقتنائه نظرا لأسعاره التي لا تتناسب مع قدراتهم الشرائية، في حين أضحى النوع الفاخر من الأسماك على غرار كل من الجمبري
والميرلون والكالمار من الأسماك التي لا يفكر في اقتنائها المستهلك من الطبقة المتوسطة، باستثناء أصحاب الدخل المرتفع بعدما تجاوزت أسعارها المعقول وهو ما يتطلب التفاتة سريعة وتدخلا عاجلا للجهات المسؤولة من أجل النظر في أسعار مختلف المواد الاستهلاكية بما فيها الخضر والفواكه والسردين وحتى المواد الغذائية الأخرى كالبقوليات والسكر والقهوة وحتى الزيت التي أضحى تواجدها بالمحلات ضربا من الخيال.
أيمن. ف