حذرت دراسة طبية حديثة من خطورة ارتفاع الرطوبة واقترانها بزيادة احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية خاصة لدى كبار السن، وهذا التحذير يعد الأول من نوعه بين الأوساط الطبية.
كما أصدرت العديد من المؤسسات الصحية العالمية تحذيرات أخرى تطالب بضرورة تنفيذ خطوات عملية لتجنب مخاطر التعرض لحرارة الشمس وأشعتها فوق البنفسجية، خاصة إذا ما اقترنت بارتفاع الرطوبة، منها ضرورة
ضبط الرطوبة النسبية في المنزل لتصبح مثالية للإنسان (ما بين 40 إلى 50٪)، بالإضافة إلى أهمية تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس وارتداء الملابس الصيفية المناسبة، مع تناول 10 أكواب من السوائل يوميا.
وارتفاع الرطوبة يضاعف بدرجة كبيرة المخاطر الصحية الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة، ولذلك أصدرت الجمعية الأمريكية لأمراض القلب تحذيرا لكبار السن تدعوهم فيه إلى ضرورة تقليل فترات الخروج إلى الشارع إذا كانت الرطوبة النسبية 70 % حتى لو كانت درجة الحرارة 30 درجة فقط، وعللت ذلك بسبب تعطل قدرة الجسم على التعرق.
عوامل خطورة
لعلها المرة الأولى في العالم التي تثبت دراسة طبية وجود علاقة قوية بين ارتفاع الرطوبة وبين ارتفاع احتمالات إصابة كبار السن بالأزمات القلبية، وقد تم التوصل إلى هذه النتيجة بعد أن كشف الأطباء في جامعة أثينا اليونانية عن نتائج دراسة طبية كبيرة قاموا فيها بتحليل أسباب وفيات من أصيبوا بالأزمات القلبية خلال عام كامل، وصدرت الدراسة وكانت نتائجها ما يلي:
– ارتفاع الرطوبة واحد من أهم العوامل التي ترفع احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية عند كبار السن.
– من ضمن عوامل الخطورة المهمة الأخرى، أكدت الدراسة على خطورة التدخين والكسل والسمنة وارتفاع درجات الحرارة أيضا.
تأثيرات فسيولوجية
عندما ترتفع درجة الحرارة والرطوبة يؤدي ذلك إلى العديد من التغيرات الفسيولوجية مثل:
– زيادة معدل ضربات القلب والتنفس وعملية الأيض الغذائي.
– نقص الوظائف الحيوية للجهاز الهضمي والجهاز البولي.
– تقل القدرة على العمل بصفة عامة، وكذلك تقل القدرة على التحمل والمجهود.
أهم الأخطار الصحية
أما بالنسبة إلى الأخطار الصحية فهي كالتالي:
– انخفاض الرطوبة أو ارتفاعها يؤثران تأثيرا كبيرا على انتظام البيئة الداخلية للإنسان، مع أن معظم التقارير الطبية تشير إلى أن الآثار الصحية الضارة للرطوبة ترتبط في أغلب الأحيان بارتفاع درجة الحرارة، إلا أن أي تغير فيها يؤثر على صحة الانسان.
– تشير بعض الإحصاءات الطبية إلى أن العفن والفطريات تحتاج إلى درجة رطوبة نسبية عالية أكثر من 60 % حتى تستطيع أن تنمو بسهولة.
تشير البحوث أيضا إلى أن الكثير من البكتيريا الشائعة مثل (ستافيلوككاس، النيموكوكاس والستربوكوكاس) ترتفع احتمالات موتها بنسبة كبيرة جدا، عندما تزيد الرطوبة النسبة على 70 % أو تقل على 20 % وذلك مقارنة بالرطوبة التي تناسب الغالبية من الناس (من 45 % إلى 55 ٪).
الفئات الأكثر تعرضا لمخاطرها
– أما أكثر الفئات تعرضا لمخاطرها فهي:
– الأطفال منذ الولادة وحتى سن الرابعة.
– كبار السن فوق الخامسة والستين من العمر.
– أصحاب الوزن الثقيل.
– المرضى المزمنون مثل مرضى القلب والسكر والتهابات المفاصل.
– العمال والفئات التي تستدعي أعمالها التعرض المباشر ولفترات طويلة للشمس والرطوبة.
آثار ارتفاع الرطوبة
عندما تزيد الرطوبة على 55 % تحدث الأعراض التالية:
– يشعر الإنسان بالتعب والإرهاق والإحساس بالضيق وعدم الراحة.
– تقل قدرته على تحمل الضغوط والتوتر.
– تتضاعف الآثار الضارة لحرارة الشمس، فترتفع فرص حدوث تقلصات الحر والانهاك الحراري وضربة الشمس.
– ترتفع نسب الاصابة بالأمراض الجلدية مثل: الطفح الجلدي والتينيا وغيرها.
– تشتد حدة أمراض الحساسية والربو والالتهابات التنفسية عند من يتحسسون من الفطريات والعفن والعثة وليس كنتيجة مباشرة للرطوبة.
– قد يصاب الانسان بالصداع النصفي.
– قد تزداد حدة التهابات المفاصل والأمراض الروماتيزمية (توجد بعض الاختلافات العلمية حولها).
خطوات عملية للوقاية
قبل ظهور نتائج البحث السابق، كنا نظن أن أغلب الآثار الضارة التي تحدث بسبب ارتفاع الرطوبة إنما تقترن بارتفاع درجة الحرارة، ولكن بعد ظهور هذه النتائج يجب تنفيذ إجراءات عملية لتجنب الحرارة والرطوبة معا مثل:
– تجنب التعرض المباشر للشمس، خاصة ما بين الساعة التاسعة والنصف صباحا والرابعة والنصف عصرا.
– تناول 10 أكواب يوميا من السوائل، أما إذا كنت تعمل تحت الشمس فيجب أن تشرب نصف لتر من المياه كل ساعة.
-احرص على أن تغطي الملابس كل أجزاء الجسد بما فيها الوجه والعيناين، كما يفضل تغييرها كلما أمكن.
– استعمل المظلة البيضاء وغطاء للرأس ذي حافة عريضة.
– ضع نظارة شمسية تحمي من الأشعة فوق البنفسجية.
– تجنب الوجبات الحارة والدسمة، خاصة تلك التي تحتوي على الدهون الحيوانية.
– العمال الذين يعملون في الشمس معرضون أكثر من غيرهم للإصابة، لذلك ننادي المسؤولين بإمدادهم بالسوائل ووسائل الحماية والوقاية من مخاطر الشمس وتطبيق قرار منع العمل في أوقات محددة.
خطوات عملية لخفض الرطوبة
– بالإمكان تقليل الرطوبة داخل المنزل، بتنفيذ عدد من الخطوات البسيطة، ولكن يحتاج الأمر إلى مقارنة الرطوبة داخل المنزل وخارجه:
– أجهزة التكييف من أهم عوامل خفض الرطوبة، وننصح باستخدام الأنواع الحديثة التي تضبط الرطوبة النسبية كما تقاوم الفطريات والبكتيريا.
– احكام غلق النوافذ والأبواب يمنع دخول الرطوبة إلى المنزل (وذلك في حالة إذا كانت الرطوبة النسبية خارج المنزل أكبر منها في داخله) والعكس صحيح.
– يجب أن تكون عملية غسل الملابس أو تجفيفها في السرداب أو بعيدا عن غرف المعيشة.