ارتجالية عاشق

elmaouid

ستعلمين وستتعلمين أن من خان لابد أن يبكي

ستعرفين بأن المودة لنا الطبيب المداوي و الهجر سمٌ ناقعٌ

ستتذكرين بأنني كنت العاشق.. كنت الجريح..

كنتُ المسامح.. كنتُ في مهب الريح.

ستتذكرين لما تُجرحين وتبكين. من أنا ومن أين؟.

سيجوب قلبك المدائن.. ستشتكي روحك من العناء

سيداهمك الخريف.. ستشتاقين لربيعي الذي رحل

تذكري ولا تتناسي بأنك كنتِ الكاذبة اللعوبة

كنتِ المخادعة كلما اقتربت منك تهربين

كلما طلبت حبك تصدّين وتتحججين

كل يوم بحجة، أعياني السفر في بلادك

أرهقني طلب القرب منك، فقررت الرحيل

سأذهب ولن تعرفي اِليَّ سبيلاً، لا تبحثي

لا تُتعبي نفسك، فستعتادين على بعدي

كما اعتدت على جرحي ودمعي وانكساري معكِ

تعلمي أنَّ حديث العيون لا يفهمه غير عاشقٍ

تعلمي أن همس الليالي لا يدركه غير متيمٍ مجنون

تعلمي أن شهقة الحنين لا يُحس بها إلا أنا لا أنتِ

تذكري بأني أحببتك ذات يوم حد الجنون ولا تبكي

لأن دموعك ليس لها محل من الاعراب.

تذكري بأني كنت ذاك العاشق الذي لم يعشق غير السراب

اِنسي بأن تعود أيامنا وليالينا، فالعُمر مرة واحدة وعمري مضى

اِنسي بأن يعود قلبي كما كان، فقد اِنكسرت الجرة

تقبلي الواقع سيدتي، تقبلي بأن القصة انتهت و لن أعود..

تقبَّلي بأنك أول من بدأ بالشَّر والبادئ أظلم.. فما أظلمك سيدتي

والآن ارحلي لا تنتظري القطار فلن يعود..

تلك كانت محطته الأخيرة وقد ضيعتيها

ضاعت منك الوجهة الأخيرة فلن تعرفيها ولن يتسنى لكِ السفر

لن تعرفي معنى الرقص تحت المطر.. لن تشاهدي البدر

ودعي آخر أيام الغرام سيدتي وتعلمي بأن تحبي بصدق ..

ارمي آخر أوراقك فلم يبق لكِ ما تكتبين..

اِمسحي آخر العبارات المكتوبة واستبدليها بكلمة الندم

وهل سينفعك الندم.. فلا تكتبي ولا تقتربي..لا تُعذبي

لا تعذبي ذاك القلب..لا تعاندي القدر فقدرك أن تبقي بلا حبٍ