يحثُّ الإسلام على الإخاء بين أفراد المجتمع المسلم، فحثَّ على كلِّ ما يؤدِّي إلى المحبَّة بين المسلمين، ورغَّب فيه، وجعَلَ من شروط الإيمان المحبَّة في الله، فلا تدخل الجنة ابتداءً إلا بالمحبَّة؛ فعن أبي هريرة رضِي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “لا تدخلون الجنَّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أَوَلا أدلُّكم على شيءٍ إذا فعَلتُموه تحابَبْتُم؟ أفشوا السلام بينكم” رواه مسلم. وحرَّم كلَّ ما يؤدِّي إلى العداوة والبغضاء بين المسلمين؛ ” إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ” المائدة: 91. ومما يُعين على مقابلة السيئة بالحسنة تذكُّر أنَّ الداعي إلى مقابلة السيئة بالسيئة هو الشيطان؛ ليُفْسد المحبَّة بين المسلمين، ويُوقِع بينهم العداوة؛ فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعتُ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: “إنَّ الشيطان قد أَيسَ أنْ يعبُدَه المصلُّون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم” رواه مسلم، فلا تعملْ بما يُمْليه عَدوُّك.
ومما يُعين على مقابلة السيئة بالحسنة تذكُّر أنَّ هذا الفِعْل عبادة وقُربة، بل هو من أحبِّ القُرَب إلى الله تبارك وتعالى فهو شاقٌّ على أغلب النفوس، فلا بُدَّ من الصبر عليه، فهذه العداوة ستتحوَّل بعد حين إلى مَحبَّة وصفاء. ومما يُعين على مقابلة السيِّئة بالحسنة مُراغمة الشيطان، فيُعامَل بنقيضِ قَصْده، فإذا وَسْوس لكَ وحاوَلَ إيغارَ صَدْرك على أحدٍ من المسلمين والمسلمات، فعامِلْه بنقيضِ قَصْده، فبَدِّلِ السبَّ بِمَدْحه بما فيه، ادعُ له في صلاتك في سجودك، ومما يُعين على مقابلة السيئة بالحسنة الالتجاءُ إلى الله بالدعاء بأنْ يزيلَ ما في صَدْرك على إخوانك المسلمين، وخصوصًا ممن هو معاصر لكَ، ومَن هو من أقرانك، فالأقران وأصحاب الأعمال المتماثِلة يَحصل بينهم نزاعٌ وشِقاق لأسباب دنيويَّة، ورُبَّما أوْهَمَ الشيطان بعضَهم أنَّ هذه العَداوة لله، ومما يُعين على مقابلة السيئة بالحسنة تذكُّر أنَّ مِن أَخَصِّ صفات أولياء الله الذين لهم المنزلة الرفيعة عند الله، أنَّهم لا يترفَّعون على إخوانهم المؤمنين، وأنهم يذلُّون أنفسَهم حينما يتعاملون معهم؛ تعبُّدًا لله، وليس بهم هوانٌ.
موقع إسلام أون لاين