اشتملت شرائع الإسلام على كثيرٍ من التّوجيهات الأخلاقيّة للمسلمين، كما حثّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام المسلمين على وجوهٍ كثيرة من أوجه الخير والمعروف، ومن هذه الأوجه الصّدقة على الفقير والمسكين، وتعاهد الأرامل واليَتامى وتفقّدهم، وحسن التّعامل مع الجار، وإماطة الأذى عن الطّريق، والإصلاح بين المُتشاحنين، وغير ذلك الكثير من وجوه الخير والمعروف بين النّاس. ويُعرَّف عمل الخير بأنّه العمل المَشروع الذي يفعله النّاس ابتغاءَ وجه الله، دون انتظار الجزاء أو الشّكر. وهذا مفهومٌ يفهمه المسلمون على اختلاف خلفيّاتهم العلميّة والثقافيّة بعيداً عن التّعقيد. قال تعالى في الدّعوة لعمل الخير والمعروف: ” وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” إن عمل الخير والمُسارعة فيه من صفات الأتقياء، حيث قال: ” أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ” فالمسلم المُتّقي لربّه حريص على اغتنام فرص عمل الخير في الحياة لما يعلم من فوائدها الجمّة الكثيرة على الفرد والمجتمع، ومن هذه الفوائد ما يأتي:
– نيل رضا الله عزّ وجل: حيث إنّ أهمّ فائدةٍ لعمل الخير والمعروف هي رفعها لدرجات المُؤمن وجعله قريباً من الله؛ ففاعل الخير ينال الكثير من الحسنات والأجر، وهذا ما يُقرّبه من رضا ربه وجنّته.
– يُكسب فاعله قلوب العباد وودّهم ومَحبّتهم: فلهذا العمل أثرٌ فريدٌ في النّفس البشريّة المُتلقِّيَة له، وكما قال البستي: أحسن إلى النّاس تستعبد قلوبهم .
– يُعزّز قِيَم المَحبّة والتّكافل والتّماسك بين أفراد المجتمع: فيمشي الإنسان في حاجة أخيه، ممّا يؤصِّل في نفوس النّاس المحبّة، فيعيشون بعيداً عن الكراهية والشّحناء.
– يوثّق عُرى المجتمع ويُقوّي العلاقات: فقد ورد عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام قوله: ” مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمى والسّهرِ”
موقع إسلام أون لاين