اخضاع الوديان للتطهير لاستيعاب أمطار الخريف المرتقبة

اخضاع الوديان للتطهير لاستيعاب أمطار الخريف المرتقبة

أولت عديد بلديات العاصمة أهمية كبيرة لوضعية الوديان الواقعة في إقليمها تحسبا لفيضانها عند هطول أمطار الخريف، حيث لم يتبقَ لها أكثر من شهر حتى تتكرر الأمطار الطوفانية المتوقعة، وهو وقت يسمح بوضع تصور عن حالة المجاري وقنوات تصريف المياه وتنظيف البالوعات والأهم تطهير الوديان حتى تستوعب المياه المتدفقة إليها، سيما وأن أغلب رؤساء المجالس البلدية قد أشرفوا على العملية منذ فترة تزامنا وأعمال التعقيم التي يعكفون عليها في إطار إجراءات الحد من فيروس كورونا. ومن البلديات من سارعت إلى توسيع قطر قنوات المجاري بعدما تبين أن صغرها منع تسربها نحو وجهتها، ووقفت على وضعية البالوعات، ومع ذلك تبقى بلديات أخرى متخوفة رغم التدابير المتخذة على غرار بلدية باب الوادي التي يرتفع منسوب مياهها في دقائق .

دخل أميار العاصمة في سباق مع الزمن لضمان إزالة كل المشاكل التي تتسبب في الفيضانات، وهي الكارثة التي أصبحت ولاية الجزائر على غرار ولايات أخرى على موعد معها عند حلول فصل الخريف الذي لم يعد يفصلنا عنه إلا أسابيع قليلة، حيث كثيرا ما أوقعت هذه الأمطار الطوفانية ضحايا في طريقها دون الحديث عن الخسائر المادية لانهيار الطرقات بفعل انزلاق التربة وتحطم السيارات والممتلكات وغيرها، وكانت أولى الأولويات هي تطهير الوديان التي لا تستوعب المياه المتدفقة إليها في حالة تلوثها وامتلائها بالقاذورات ومياه الصرف الصحي، كما تمنع الأوحال سريانها فتصبح راكدة تترقب تهاطل الأمطار لتفيض وتتغلغل حتى تبلغ البيوت سيما بالنسبة للأحياء الفوضوية التي شيدت على ضفافها. ويسعى الأميار في هذا المجال إلى ضمان تنقية هذه الوديان كونها الحل الوحيد لنقل مياه الأمطار نحو البحر، وقد كانت بعض البلديات سباقة إلى هذا الإجراء على غرار بلدية الدرارية بتطهير وإعادة تهيئة وادي بوجمعة تميم، شأنها في ذلك شأن بلديات سطاوالي وزرالدة بإعادة الاعتبار للوادي المحاذي لشاطئ النخيل، ضف إليها واد بالمعالمة وغيرها من الوديان الأخرى.

وكثفت المجالس البلدية جهودها في مجال تسريح البالوعات والمجاري على خلفية التعليمة المستعجلة التي وجهها والي العاصمة يوسف شرفة لإنهاء كارثية السيناريو المتكرر لفيضانات أولى أيام الخريف بسبب أخطاء تافهة أو سلوكات غير حضرية يرتكبها بعض المواطنين دون وعي منهم، داعيا إياهم إلى تسخير كل الإمكانيات وتجنيد العمال لإنهاء المشكل ضمن برنامج عمل استدراكي لنظافة وتهيئة المحيط يتناسب وجهود تعقيم الأحياء والشوارع ضد انتشار فيروس كورونا وحماية السكان من مظاهر التلوث بكل أنواعها.

إسراء. أ