يتغير نمط الحياة وروتينها خلال السفر سواء بأوقات النوم أو نوعية الغذاء، وهو ما قد يُحدث خللا بالجهاز الهضمي، وهذا بسبب احتواء الأمعاء على عدد من الخلايا العصبية يفوق ما يوجد بالكثير من أجزاء الجهاز العصبي المركزي، بما في ذلك الحبل الشوكي، لذا فإن أمعاءنا تدرك تماماً تغير روتين حياتنا، ويقول الأطباء إن أجسامنا تُدرك وبما في ذلك الجهاز الهضمي، إيقاعات الساعة البيولوجية، أي إشارات النهار والليل.
فالقولون ينام عندما تنام ويستيقظ عندما تستيقظ، وإذا تغيرت تلك الأوقات لدواعي السفر وتغيير النطاق الزمني، حينها يمكن أن تختل عملية الهضم.
عوامل مختلفة
قال الأطباء إنه ثمة عوامل تشمل الوجبات الثقيلة، أو تناول الكثير من المشروبات، أو الإصابة بالجفاف بسبب الطيران، فإنها عندما تجتمع، ستخلق بيئة مثالية لحدوث مشكلات في الجهاز الهضمي. وحتى ضغوط السفر نفسها يمكن أن تثير المعدة، وهو ما يمكن أن يؤدي لحدوث إسهال أو إمساك أو عسر هضم، أو ما يُعرف بثالوث مشكلات معدة المسافرين، الأمر الذي قد يفسد رحلتك.
أخطار الغذاء
تشكل الأماكن البعيدة، خصوصاً في البلدان النامية، التهديد الأكبر المرتبط باحتمالية التسبب فيما يطلق عليه إسهال السفر، وتأتي تقلصات البطن والبراز الرخو الناجم عن إسهال السفر بسبب تناول أطعمة أو مشروبات محمّلة بالجراثيم، ويصيب إسهال السفر ما يقدر بنحو 30 في المائة إلى 70 في المائة من المسافرين، حسب مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. من الوارد أن يحدث ذلك في أي مكان، لكن الوجهات الأكثر خطورة تقع غالبيتها في آسيا، والشرق الأوسط، وإفريقيا، والمكسيك، وأمريكا الوسطى والجنوبية.
وتنتج هذه الحالات عن رداءة الممارسات الصحية في إعداد وطهي الطعام أو غياب التبريد. ويعد كبار السن أكثر الفئات عُرضة للإصابة. وكما هو الحال في مشكلة إصابات معدة المسافرين بشكل عام، فإنك أيضاً عُرضة لهذه الإصابات إذا كنت تعاني بالفعل من مشكلة في الجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي، التي تغيّر من طريقة تناول الطعام أو إخراجه.
وحسب المختصين، فإن الميكروبات ليست الجاني الوحيد، إذ يُصاب بعض الأشخاص بما يسمى إسهال التأقلم، عندما لا يتناولون أي شيء معدٍ، لكنهم لا يتأقلمون مع الأطعمة أو التوابل الجديدة، كما يمكن أن يؤدي السفر لحدوث إسهال أو إمساك أو عسر هضم أو ما يُعرف بثالوث مشكلات معدة المسافرين.
نصائح لتفادي مشكلات الجهاز الهضمي
الخطوة الأولى في سبيل درء مشكلات معدة المسافر هي التعلم من أخطاء الماضي، خصوصاً إذا كنت عُرضة لاضطرابات الجهاز الهضمي. وحسب المختصين، فإن الغرض من السفر الوصول إلى مكان جديد وتقبله من جميع النواحي، وفي سبيل ذلك، عليك بالحفاظ على اختياراتك الغذائية ومراعاة انسجامها مع الأشياء التي تتناولها في بلادك، وشرب الكثير من الماء، وتناول الطعام بكميات معتدلة.
إضافة إلى ذلك، قدم المختصون استراتيجيات إضافية لمنع عسر الهضم والإسهال والإمساك:
* التخطيط للمستقبل: حدد نطاق المطاعم والقوائم مسبقاً للتأكد من أن نوعاً واحداً على الأقل يبدو مستساغ الطعم وسهل الهضم، وهذا الأمر يعد أكثر صعوبة، إذا كان الشخص يُسافر بشكل عشوائي أو يقيم في منزل شخص ما.
* تجميع مجموعة أدوات التحكم بالمشكلة الصحية بدلاً عن الهرولة لشراء العلاجات من أماكن غير مألوفة، أحضر معك مجموعة متنوعة من العقاقير التي لا تستلزم وصفة طبية لمواجهة مشكلات الجهاز الهضمي التي قد تحدث في طريق السفر.
وتشمل الخيارات الجيدة مضادات الحموضة مثل “تومز” لعلاج حرقة المعدة؛ و”تحت ساليسيلات البزموت” لعسر الهضم أو الإسهال؛ ودوكوسات الصوديوم، وسيلليوم ، أو بيساكوديل للإمساك؛ ولوبيراميد للإسهال. إلا أنه يتعين عليك الامتناع عن استخدام لوبراميد إذا كانت لديك مؤشرات عدوى مثل الحمى أو دم في البراز، حسب الدكتور ستالر. وعليكم في هذه الحالة مراجعة الطبيب.
- قم بإعداد وجبات خفيفة مألوفة: سواء كانت ألواح الغرانولا (وجبة خفيفة تتكون من حبوب الشوفان المسحوقة والمكسرات والعسل)، أو المكسرات أو مزيج الفواكه المجففة، مع مراعاة أن تكون بكميات مشبعة، وأوضح المختصون أنه لا توجد توصية بكميات محددة تناسب الجميع، لكن اختر الأشياء بالقدر الذي تتناوله في المنزل كوجبة خفيفة سريعة أو حتى كبديل للوجبات في حال لاحظت أن كل شيء في وجهتك الجديدة قد لا يناسبك.
* تناول طعام الشارع بحذر: الأطباق المحلية أو مأكولات الشارع أكثر عُرضة لاحتواء البكتيريا الضارة، خصوصاً في الدول النامية.
ق. م