اختتام الورشات التكوينية للسينما بقسنطينة

اختتام الورشات التكوينية للسينما بقسنطينة

اختتمت، أول أمس، بقاعة سينما “النصر” لولاية قسنطينة، فعاليات الجولة الرابعة للورشات التكوينية الخاصة بالسينما، التي استفاد منها أزيد من 120 مشاركا في مختلف التخصصات المتعلقة بفن الشارع.

وشهد حفل الاختتام تكريم إطارات الثقافة لولاية قسنطينة من طرف المركز الجزائري للسينماتوغرافيا، وذلك تقديرا لجهودهم ودعمهم لإنجاح التظاهرة على غرار مدير الثقافة والفنون لمين ڨروي، مديرة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية درواز وافية، إلى جانب مدير المسرح الجهوي لقسنطينة أحمد ميرش ومدير المعهد الجهوي للتكوين الموسيقي محمد سهايلية ومنسق الورشات بكلية الفنون لجامعة قسنطينة الدكتور حمودي لعور، حيث أشاد الحاضرون بنجاح الورشات بمختلف تخصصاتها والتي فتحت المجال واسعا أمام المهتمين بالفن السابع لبداية الخطوات الأولى على أسس سليمة من خلال تأطير أساتذة ومختصين في المجال السينمائي.

كما سلمت بالمناسبة شهادات المشاركة لأزيد من 120 متربصا في مختلف التخصصات على غرار ورشة السيناريو والكتابة الدرامية، التي أطرها السيناريست فتحي كافي في قاعة السينماتيك، حيث قدم من خلالها دراسة أفكار تتعلق بنصوص درامية مفترضة من قبل المتربصين، وتصحيح وتوجيه أفكارهم وفق المبادئ الدرامية وورشة الصوت التي أشرف عليها مهندس الصوت علي خليفة الذي تطرق إلى تعريف أجهزة الصوت ومصطلحات الصوت في السينما وكيفية اختيار الأجهزة المناسبة لكل مشهد ونظرة تقنية على طاولة المكساج واللغة والتقنيات الصوتية في الفيلم ووظائفها في الربط بين الزمان والحدث والشخصيات في الفيلم، بالإضافة إلى ورشة إدارة الصورة التي قدم من خلالها المؤطر إيهاب محفوظ الجوانب التطبيقية لآلات التصوير وطرق استعمالها حسب الحاجة وارتباط المادة المصورة بعملية التركيب، فيما استفاد المشاركون في ورشة مساعد الإخراج تحت اشراف المؤطر طارق مخناش في كلية الفنون بقسنطينة من تربص حول عمل مساعد المخرج ودوره في العمل السينمائي كالمكياج والديكور وتنسيق عمل الممثلين، بالإضافة إلى الجوانب التقنية والفنية والعملية في بلاطوهات التصوير.

كما سلمت شهادات المشاركة للمتربصين في ورشة التمثيل التي أطرها سيف الدين بن دار بالمسرح الجهوي لقسنطينة، أين لقنهم مبادىء التمثيل وكيفية التعامل مع الشخصيات والنص والكاميرا، فيما أشرف المخرج علي عيساوي على ورشة الاخراج التي انتهت بتقديم عمل تطبيقي من طرف الطلبة عرضوا من خلاله على جمهور حفل الاختتام ما تعلموه على مدار خمسة أيام من فنيات الاخراج والعناصر السينمائية المتعلقة به.

وقد نشطت على هامش الورشات التكوينية للسينما بقسنطينة عدة ندوات ولقاءات، حيث قدم المخرج السينمائي محمد فضيل حازورلي محاضرة تناول فيها ضرورة التناول البصري للتراث الشعبي الجزائري وكيفية توظيفه في السينما عبر نماذج فيلمية تناولت شخصيات تراثية على غرار فيلم “حيزية”، فيما عرض المخرج السينمائي علي عيساوي خلال مداخلته حول السينما في ثورة التحرير ودور السينمائي روني فوتي RENÉ VAUTIER بعرض مقاطع شريط وثائقي حول دور RENÉ VAUTIER في تأسيس البدايات الأولى للسينما الجزائرية، حيث التحق هذا السينمائي الفرنسي بالمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي منذ سنواتها الأولى وكسينمائي شاب، أخرج عشية انطلاق حرب التحرير الجزائرية فيلماً وثائقياً يتناول العنف الهائل للغزو الفرنسي للجزائر. لتتوالى أعماله السينمائية التي فضحت الاستعمار الفرنسي، أما الأستاذ بقسم الفنون لجامعة سوق أهراس الدكتور جلال خشاب فقد تطرق إلى جماليات اللغة السينمائية والمكونات الجمالية التي تؤسس الفيلم السينمائي.

من جهتها، أكدت القائمة على تسيير سينماتيك قسنطينة، وداد العلمي، في كلمة ألقتها نيابة عن مدير المركز الجزائري للسينماتوغرافيا، على مواصلة الجهود لدعم الشباب من خلال برمجة ورشات تكوينية أخرى في المستقبل القريب واستقدام أفضل المؤطرين في المجال لإثراء خبرات الشباب في الحقل السينمائي.

للتذكير، تندرج الورشات التكوينية الخاصة بالسينما التي ينظمها المركز الجزائري للسنيماتوغرافيا بالتنسيق مع المركز الجزائري لتطوير السينما تحت اشراف وزارة الثقافة والفنون، ضمن مساعيها لتجسيد مبدأ “العدالة الثقافية” من خلال برمجة جولات خاصة بالسينما، انطلقت من ولاية وهران في فيفري الفارط قبل أن تنتقل إلى ولايات باتنة، تيزي وزو وقسنطينة في انتظار جولات أخرى عبر مختلف ولايات الوطن، والتي سيتم برمجتها مباشرة بعد شهر رمضان الكريم.

حاء/ ع