احذر من نشر المواد المحرمة

احذر من نشر المواد المحرمة

لقد سخر الله تبارك وتعالى في هذا العصر تقنيات للتواصل والمعرفة؛ ومن بين هذه التقنياتِ والبرامجَ وجودُ هذه الشبكة العالمية المسماة “الإنترنت”؛ وما وفرته في مجال الاتصالات والتواصل ونقل المعلومات، عبر أجهزة متنوعة من حاسباتٍ آلية وجوالاتٍ وأجهزةٍ ذكية، فصار فيها نفع كثير؛ غير أن هذه التقنياتِ والبرامجَ إذا أسيء استخدامها فإن أضرارَها بليغةٌ؛ وعواقبَها وخيمةٌ؛ فكرياً وأخلاقياً. ومن أسوأ ما حصل في هذه التقنيات قيام البعض ممن ضعف إيمانهم وقل حياؤهم بتخزين مواد محرمةً من قصصٍ وصورٍ ومقاطعٍ مرئية سيئة وأخرى غنائية هابطة، وزادت المصيبة وعظمت ممن يتناقلونها وينشرونها، بما يترتبُ على نشر هذه المواد المحرمة من المفاسد العظيمة، ونُذكِّر هنا بثلاثِ مفاسدٍ كبرى؛ تكفي إحداها لرد مَن فَعل ذلك عن غيِّه، وإعادته إلى رشده؛ إن كان في قلبه إيمان:

المفسَدة الأولى: أن من أرسل هذه المواد المحرمة إلى غيره فإنه يبوء بإثم صاحبه مع إثمه من غير أن ينقص من إثم من أُرسلتْ إليه شيء، قال الله عز وجل ” لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ” النحل: 25، أي: يصيرُ عليهم خطيئةُ ضلالهم في أنفسهم، وخطيئةُ إغوائهم لغيرهم؛ واقتداءِ أولئك بهم.

المفسدة الثانية: أن في إعطاء هذه المواد المحرمة للغير مجاهرةً بالذنب، وخروجاً من المعافاة. فإن من نعمة الله تعالى على العاصي أن يسترَه ربُـه؛ فلا يفتضحُ أمرُه أمامَ الناس، وهو أقرب إلى التوبة والعفو والمغفرة، أما من ينشر هذه المحرماتِ فهو مجاهرٌ بعصيانه محارب لدينه ولطاعة ربِّه.

المفسدة الثالثة: إن في تناقل المواد المحرمة من صورٍ ومقاطعٍ وغيرِها إشاعةً للفاحشة في الذين آمنوا؛ وقد قال الله تعالى ” إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ” النور: 19، قال ابن القيم رحمه الله: ” هذا إذا أحبوا إشاعتَها وإذاعتَها؛ فكيف إذا تولوا هم إشاعتَها وإذاعتَها؟. فمن وقع في نشر هذه المحرمات فليبادر بالتوبة النصوح إلى الله؛ الذي يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، وهو سبحانه يفرح بتوبة عبده، ويحب التوابين ويحب المتطهرين، ولينصح ويحذر من يعرف ممن لا زالوا في نشر هذه المحرمات؛ ولنكن جميعا الصالحُ منا والعاصي مجتهدين في نشر الخير والفضيلة والدين. لعل الله أن يتجاوز عنا وعن سيئاتنا؛ ويكتب لنا الأجر والمثوبة.

 

من موقع شبكة الألوكة الإسلامي