لم يستغرق الأمر الكثير، فالعاصمة عاشت إحدى لياليها السوداء بعد دقائق فقط من سقوط أمطار الخريف وغرقت الشوارع وسُدت الطرقات وتغلغلت المياه إلى داخل المنازل، ومن الأكواخ ما هوى على قاطنيه ولم يسلم حتى الموتى بعدما جرفت المياه جثثا عرّتها الأمطار وقضت عائلات بأكملها ليلتها في الخلاء لصعوبة التحاقها بمساكنها بعدما فاجأتها الفيضانات ولازمتها أماكنها، وقد تطلب الأمر تدخل أعوان الحماية المدنية ومؤسسات عمومية لإنقاذ العالقين. ورغم تحرك المسؤولين لشفط المياه وتسريح البالوعات، إلا أن المهمة في كثير من المناطق كانت صعبة الحل بالوقت المطلوب وأظهرت أن كل الاحتياطات المتبعة طوال الصائفة والتي استمرت في كثير من المقاطعات لأسابيع طوال قد سقطت في الماء، وأن البنية التحتية هشة ولا تقوى على استيعاب الأمطار التي تفوق كميتها 25 ملم.
سجلت الحماية المدنية عدة تدخلات بالعاصمة على إثر التقلبات الجوية بداية ببلدية باش جراح، أين تم القيام بعدة عمليات امتصاص للمياه المتسربة إلى داخل العديد من السكنات، كما تم تسجيل تراكم مياه الأمطار بالطريق السريع أمام محطة البنزين “عين النعجة”، أما بلدية درارية فقد تم إخراج سيارتين محصورتين داخل واد بوجمعة تميم مع إنقاذ شخصين كانا داخل سيارتين محصورين بحي الآفاق، وقد تم تسجيل ارتفاع منسوب المياه بحي لاكتيفال، وفي بلدية بئر مراد رايس، تم القيام بامتصاص مياه الأمطار بشارع محمد الينابي، شأنها في ذلك شأن بلدية المرادية التي تم فيها القيام بعدة عمليات امتصاص للمياه المتسربة إلى داخل مسكن بالقرب من الملعب البلدي وكذا في بلدية بئر خادم التي تم فيها أيضا القيام بامتصاص مياه الأمطار بالمكان المسمى “بيتافي”، وقد تم تسجيل انجراف ترابي بطريق السحاولة مزوار وكذا تجمع المياه بحي الإخوة جيلالي، وفي بلدية سيدي موسى تم امتصاص مياه الأمطار بوسط المدينة.
وقد قطعت المياه المتجمعة الطريق الرابط بين عين البنيان والشراقة بالإضافة إلى تسجيل انجراف ترابي على مستوى مقبرة 11 ديسمبر، وفي بلدية الكاليتوس تسربت المياه الى محل تجاري ومسكن بوسط المدينة، أما بلدية أولاد فايت فقد أدت المياه المتجمعة إلى قطع الطريق الرابط بين أولاد فايت وخرايسية وانهارت أربعة أكواخ بالمكان المسمى الجسر الأمريكي ببلدية بابا احسن (أربع عائلات تم إجلائهم إلى القاعة متعددة الرياضات خرايسية)، وقد طالبت المديرية العامة للحماية المدنية المواطنين خاصة السائقين بعدم المغامرة والالتزام بأقصى درجات الحيطة والحذر وتجنب التنقلات إلا للضرورة في ظل تدهور الأحوال الجوية.
كما تداولت صفحات الفايسبوك صورا وفيديوهات عن حجم الكارثة التي عاشها العاصميون، ليلة أمس، رغم تحذيرات من ديوان الأرصاد الجوية لأخذ الحيطة والحذر صنفت من الدرجة الثانية. والبداية من بئر خادم أين شلت الأمطار حركة المرور باتجاه بابا علي، كما أغرقت السيول حي لوتيسمو بباش جراح والطريق المحاذي لجامع الجزائر وشوارع قاريدي والقبة، إضافة إلى عين البنيان وأغلقت الطريق الرابط بين سيدي يحيى باتجاه بئر مراد رايس بسبب منسوب المياه المرتفع، والذي أغرق أيضا سكة الترامواي على مستوى حي طرابلس وتعذر مرور السيارات في منعرج بن عكنون الذي عرقل حركة كثير من العائلات التي فرض عليها المكوث في الخلاء إلى ساعات متأخرة من الليل، كما تعرض الرصيف المحاذي لجامعة دالي إبراهيم إلى اهتراء شديد .
تجدر الإشارة إلى أن مصالح ولاية العاصمة كانت قد حولت شوارعها وضفاف أوديتها وأنفاقها الى ورشات مفتوحة على الأشغال لإعادة تنظيفها وتنقيتها تحسبا لاحتمال تسجيل كوارث الفيضانات، وجندت كل إمكانياتها لتجنب الأخطاء التي عرفتها المواسم الماضية بتسخير المؤسسات العمومية وعمال النظافة والعتاد بمختلف أنواعه لتطهير المجاري، وأطلقت حملة تنظيف واسعة النطاق على مستوى بلديات إقليمها، حيث تم القيام بعمليات رفع النفايات الصلبة، الكنس، تنظيف البالوعات، تنقية وتسريح مجاري مياه الأمطار، وهذا على مستوى شوارع وممرات الأحياء السكنية، أنفاق الطرقات ومختلف الطرقات (الطرق السريعة والولائية).
ولإنجاح هذه الحملة، تم تسخير إمكانيات بشرية ومادية معتبرة لكل من مديرية الأشغال العمومية، مديرية الموارد المائية، شركة سيال، البلديات والمؤسسة العمومية الولائية أسروت وغيرها، إلا أن كل هذه الجهود سقطت في الماء مع أول قطرات للأمطار
واكتفى المسؤولون بالتدخلات لتخفيف وطأة الكارثة، كما أقدمت خلية اليقظة للمقاطعة الإدارية لبئر توتة على التدخل بشارع علي بوحجة ببلدية بئر توتة، ووضع المضخة على مستوى (مركز سيدي عباد تسالة المرجة)، حيث تم شفط المياه الراكدة إضافة الى شارع الإخوة بوحجة ببلدية اولاد شبل لصيانة البالوعات ونزع الشوائب التي جرفتها مياه الأمطار وحالت دون تصريفها للمياه.
كما تدخلت المقاطعة الإدارية لحسين داي لإزالة النقاط السوداء بشارع طرابلس، شارع Aواد أوشايح، حي أرماف بلدية المقرية والمداومة متواصلة مع عمال Asrout وعمال البلديات .
إسراء. أ


