نظمت وحدة البحث في واقع اللسانيات وتطور الدراسات اللغوية في البلدان العربية لجامعة “أبي بكر بلقايد” لتلمسان، ندوة تاريخية بعنوان “في ذكرى الشهيد عهد وتجديد” بالتنسيق مع المتحف الجهوي للمجاهد بتلمسان، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى يوم الشهيد.
وتطرق رئيس قسم التاريخ لجامعة تلمسان نور الدين صابر في محاضرة بعنوان “شهداء الثورة التحريرية بين التضحية المادية والرمزية التاريخية” إلى مختلف التضحيات التي قدمها الشعب الجزائري من أجل نيل الاستقلال، خلال الفترات الثلاث من المقاومة الشعبية في القرن 19 وبداية القرن الـ 20.
وعرج المحاضر على ظهور الحركة الوطنية واستشهاد الطفل البطل بوزيد شعال حاملا الراية الوطنية في مظاهرات 8 ماي 1945، إلى جانب تسليطه الضوء على رمزية الاحتفالية بذكرى الشهيد وأسباب اختيار تاريخ 18 فيفري للاحتفال بهذه المناسبة التاريخية.
ومن جهته، تطرق محافظ المتحف الجهوي لتلمسان محمد عطار في محاضرة بعنوان “بسير شهدائنا نخط مستقبلنا” إلى النماذج البارزة في النضال التحرري بالجزائر على غرار العربي بن مهيدي وأحمد زبانة وديدوش مراد والعقيد لطفي والرائد فراج ومليحة حميدو وسليمة طالب وغيرهم.
وذكر أنه “يتوجب دراسة سير الشهداء للمضي على خطاهم في تعاملهم مع الأحداث وكيفية نجاحهم في هزم الاستعمار الفرنسي”، مشيرا إلى أن المتحف الجهوي للمجاهد بتلمسان يشارك بحقيبة متحفية ثرية خلال إحياء مختلف المناسبات التاريخية عبر المؤسسات التربوية والتكوينية، علاوة على اقتنائه لمجموعة من المعدات السمعية البصرية التي سيستغلها زوار المتحف قريبا للتعرف على تاريخ الجزائر عبر شاشات رقمية وأشرطة وثائقية أعدها المتحف لفائدة الجمهور حول مختلف المناسبات التاريخية.
وذكرت من جهتها مديرة وحدة البحث في واقع اللسانيات وتطور الدراسات اللغوية في البلدان العربية لجامعة أبي بكر بلقايد لتلمسان، نزهة خلفاوي أن هذه اللقاءات التاريخية تعتبر فرصة للتذكير بتضحيات الشهداء والأمانة التي يحملها الشعب على عاتقه اليوم من أجل استمرار تطور البلد، لافتة إلى أن الوقفات التاريخية تعتبر جسرا يربط بين تضحيات الماضي وتطلعات المستقبل وما يطمح إلى إنجازه اليوم في ظل التطورات المتسارعة واستخلاص العبر والقيم، مما حققه الشهداء الأبرار من أجل مستقبل الجزائر.
ق/ث
