احتدام صراع العمالقة على كعكة القارة العجوز… الجزائر تضمن عقود الغاز مع زبائنها الأوربيين

elmaouid

هذه الدول الأوروبية المستوردة للغاز الجزائري

الجزائر- كشفت مصادر طاقوية أن شركة سوناطراك نجحت، مطلع الشهر الجاري، في إقناع إيطاليا بتجديد عقد توريد الغاز لمدة خمس سنوات أخرى لتلحق بإسبانيا، التي جددت عقود الغاز مع الجزائر حتى 2030 بحجم 9 مليارات متر مكعب سنويا، بموجب اتفاقيات بين “سوناطراك” ومجمّع “غاز ناتورال فينوزا” الإسباني، بغلاف مالي يقارب 30 مليار دولار، لتبقى الورشة الأخيرة للحكومة هي إقناع باريس بتجديد العقود التي تنتهي في 2022.

وتعيش العقود طويلة الأمد التي تربط الدولة بإيطاليا وفرنسا، آخر أوقاتها، حيث لا تزال الجزائر تفضّل إبرام عقود طويلة الأمد مع البلدان التي تشتري منها الغاز، وهي الرغبة التي أصبحت تزعج بعض الشركات الأوروبية التي تفضّل عقودا قصيرة الأمد، خاصة أن السوق تشهد تقلبات مستمرة في الأسعار.

وبحسب البيانات الرسمية، تستحوذ إيطاليا على أكبر حصة من الغاز الجزائري بنحو 60 بالمائة تليها إسبانيا بنحو 20 بالمائة، وفرنسا 12 بالمائة، ثم البرتغال 7 بالمائة، وسلوفينيا 1 بالمائة.

وقال كمال الدين جادي، وهو مسؤول سابق في وزارة الطاقة والمناجم، إن “سوناطراك تعد قائمة اقتراحات لتقديمها لشركة “غاز دوفرانس” الفرنسية بعقود متوسطة الأمد، عكس إسبانيا التي قبلت بعقود طويلة الأمد”.

بحسب تصريحات جادي، فإن هذه الخطوة، جاءت تحت ضغط المنافسة التي تعيشها السوق الأوروبية، خاصة من روسيا، التي أبدت استعدادها لتموين الجنوب الأوروبي بالغاز، وهي المنطقة الأكثر استهلاكا في القارة العجوز، نظرا لارتفاع عدد السكان مقارنة بالشمال”، بحسب ما أفاد به موقع “العربي الجديد”.

وأضاف المتحدث أن “الجزائر لديها عدة تحديات داخلية لا تقل أهمية، وهي رفع الإنتاج، لمواجهة الطلب الداخلي المتزايد، مع البحث عن سبل لإطلاق أنابيب جديدة تموّن أوروبا، وكل هذا يضاف إليه تدني قيمة الدينار، ما يجعل الجزائر بين مطرقة إرضاء عملائها وسندان الظفر بأحسن الأسعار لتغطية تراجع عائدات النفط في السنوات الأخيرة.”

وبحسب الإحصاءات الرسمية، كانت الجزائر قد صدّرت 55 مليار متر مكعب من الغاز في 2017، في وقت تحتل  المرتبة الحادية عشرة عالميا من حيث احتياطات الغاز الطبيعي التقليدي المقدر بقرابة 159 تريليون قدم مكعبة.

 موازاة مع ذلك، دخل منافسون جدد على أسواق الغاز في أوروبا، على غرار منافسين كبار منهم روسيا وقطر، إضافة إلى الكيان الصهيوني الذي يسعى إلى إغراق القارة العجوز بالغاز، بعد نجاحها في الولوج إلى شرق القارة، ما يهدد بقاء السوق الجزائرية مستقبلا.

 

الكيان الصهيوني يريد “خريطة غازية” جديدة جنوب أوروبا والشرق الأوسط

 

ودخل الاحتلال الإسرائيلي قائمة الدول المصدّرة للغاز إلى القارة الأوروبية، عقب توقيعه عقودا مع قبرص واليونان على مشروع لتدشين خط أنابيب الغاز “إيست ميد” الذي يفترض أن يربط البلدان الثلاثة ويفعّل بحلول عام 2025، ليصل إلى إيطاليا.

ويضاف ذلك إلى إمدادات النرويج من الشمال، والتي نجحت في رفع طاقة إنتاجها بعد بداية استغلال شركة “شيل” النرويجية الهولندية للحقول الجديدة جنوب البلد، وإمدادات روسيا من الشرق، التي تعززت قدراتها الإنتاجية والتسويقية بإطلاق مشروع “يامال” الغازي الذي تبلغ قيمته 27 مليار دولار، المدعم بثلاثة أنابيب “ساوث ستريم” و”ترك ستريم” و”نورد ستريم 2″.

وبالإضافة إلى كل هذا بداية تدفق الغاز الصخري الأمريكي إلى قلب أوروبا، وشحنات الغاز المسال القطري، ما سيدفع السوق الأوروبية نحو تخمة في الإمدادات وتشبّع في المعروض، يعيد تقسيم “حصص الكعكة” بين الدول المنتجة.