خرج آلاف المواطنين في كوبا، في احتجاجات ضخمة منذ الأسبوع الماضي، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية.
وقالت وسائل إعلام، الاحد إن شوارع نحو أربعين مدينة وقرية في كوبا شهدت احتجاجات على مدار الأيام الماضية.
واتخذت السلطات الكوبية إجراءات حازمة تجاه المتظاهرين، إذ اعتقلت العشرات، وقامت بقطع شبكة الإنترنت جزئيا، وحجبت مواقع للتواصل الاجتماعي لمنع بث مشاهد من التظاهرات.
وردد المتظاهرون هتافات من بينها: “نحن جائعون” و”حرية” و”تسقط الدكتاتورية”.
وشاعت أنباء غير مؤكدة بأن مواطنا على الأقل لقي حتفه بسبب تعامل قوات الأمن الفظ مع المتظاهرين.
وأعربت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه عن قلقها إزاء الاستخدام المفترض للقوة المفرطة خلال تظاهرات كوبا.
وطالبت باشليه بالإفراج الفوري عن جميع الذين أوقفوا لمجرد مشاركتهم في الاحتجاجات.
وعلى الفور، خرج الزعيم الكوبي الجديد ميغيل دياز كانيل، في تصريحات أعقبت هذه المظاهرات، وألقى باللوم على الولايات المتحدة.
وتابع في تصريحات بأن الولايات المتحدة “فشلت في جهودها لتدمير كوبا”، وذلك بعد تصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن الذي وصف البلاد بأنها “دولة فاشلة تضطهد مواطنيها”.
وكتب الزعيم الشيوعي في تغريدة على “تويتر”: “الولايات المتحدة فشلت في جهودها لتدمير كوبا رغم أنها أنفقت مليارات الدولارات على ذلك”.
وشارك كانيل برفقة الزعيم السابق راؤول كاسترو، في مظاهرة مؤيدة للحزب الشيوعي، وقال: “الحديث عن اضطرابات في كوبا هو كذبة”.
وتابع بأن “ما يراه العالم في كوبا كذبة”، مستنكرا نشر “صور مضللة” على شبكات التواصل الاجتماعي.
وكانت مسيرات تضامنية مع متظاهري كوبا خرجت خلال اليومين الماضيين في عدة ولايات أمريكية.
وأعلنت الحكومة الكوبية عن سلسلة أولى من التدابير لتهدئة غضب السكان، عبر تسهيل إدخال مواد غذائية وأدوية، بعد أيام من التظاهرات التاريخية.
وقال رئيس الوزراء مانويل ماريرو إنّ الحكومة قرّرت “السماح بصورة استثنائية ومؤقتة بأن يجلب الركاب معهم في حقائبهم مواد غذائية ومنتجات نظافة وأدوية، من دون حدّ أقصى لقيمتها ومن دون ضرائب جمركية عليها”.
وأضاف خلال برنامج تلفزيوني شارك فيه الرئيس ميغيل دياز كانيل، والعديد من الوزراء، أنّ “هذا الإجراء سيسري حتى 31 ديسمبر”.
وكان تسهيل دخول الضروريات إلى الجزيرة أحد المطالب التي رفعها المحتجّون الذين نزلوا إلى الشارع بعدما تسبّبت الأزمة الاقتصادية الخانقة في بلدهم وهي الأسوأ خلال 30 عاماً، بنقص حادّ في المواد الغذائية والأدوية ودفعت الحكومة إلى تقنين التغذية بالتيار الكهربائي لساعات عديدة يومياً.
وأخيرا، أعلن رئيس الوزراء أنه سيُسمح للسكان بشكل مؤقت بأن يقطنوا في مدينة أخرى وأن يستفيدوا من دفتر الإمدادات “لا ليبيرتا” فيما كان ذلك مستحيلاً من قبل.