كلمات قالها عبد الله بن رواحة لأبي الدرداء رضي الله عنهما، وتشابهت مع ما قاله معاذ بن جبل لصاحبه وهو يذكره: “اجلس بنا نؤمن ساعة”. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “إنَّ الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جوفِ أحدِكُم كمَا يَخْلَقُ الثوبُ، فاسألُوا اللهَ تعالى أنَّ يجددَ الإيمانَ في قلوبكُم” أخرجه الطبراني والحاكم. الإيمانُ يَزيدُ بالطاعاتِ ويَنْقُصُ بالمَعاصي، وعلى المُؤمِنِ أنْ يَحرِصَ على تجديدِ إيمانِه وزِيادتِه، كما يُرشِدُ إليه هذا الحديثُ، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “إنَّ الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أحدِكم”؛ أي: يَبْلَى ويَضْعُفُ في قَلْبِ المُسْلِمِ، ويكونُ ذلك بسَببِ الفُتور في العِبادةِ أو ارتكابِ المعاصي وانغِماسِ النَّفسِ في بَعضِ شَهواتِها، “كما يَخْلَقُ الثَّوبُ” أي: مِثْل الثَّوْبِ الجَديدِ الذي يَبْلى بطُولِ استخدامِهِ؛ “فاسْأَلوا اللهَ تعالى” بالدُّعاءِ والأعْمالِ الصَّالحةِ والقِيامِ بالفرائضِ وأعمال التطوُّعِ التي تَعمُرُ القَلبَ بالإيمانِ، والصَّدقاتِ والنفقةِ على المحتاجِينَ، والتَّفكُّرِ في آياتِ اللهِ الشرعيَّةِ والكونيَّةِ، وكَثرةِ الذِّكرِ والاستغفارِ ولُزومِ مَجالِسِ الذِّكرِ والعِلمِ، فما الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الإيمان ونقصه؟ كلما اجتهد في الطاعات، وذكر الله، وصُحبة الأخيار، وأنواع الخير؛ زاد إيمانه وقوي، وكلما شُغل بأمورٍ أخرى من الغفلة، والإعراض عن المذاكرة، وعن صحبة الأخيار، والإقبال على شهوات الدنيا وزينتها؛ ضعف إيمانُه، ورقَّ إيمانه، وهو بين مدٍّ وجزرٍ، وعلى خطرٍ إذا مال إلى ما يُضعف الإيمان، وعلى خيرٍ عظيمٍ إذا التزم بما يُقوي إيمانه. فعلى المؤمن أن يحذر أسبابَ النقص، وليجتهد في أسباب الزيادة، وذلك بالإقبال على القرآن الكريم والسنة المُطهرة، والاستكثار من الطاعات، وأنواع الذكر، والاستغفار، والتوبة، وصحبة الأخيار، والحذر من قرب الأشرار وصحبة الأشرار، والحذر من الغفلة، وطاعة النفس الأمَّارة بالسوء، والإقبال على الملذَّات والشهوات، مُتناسيًا أمر الآخرة، وأمر الجنة والنار.
من موقع إسلام أون لاين