ترأس الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، الأربعاء، اجتماعا للحكومة خصص لدراسة ومناقشة عدد من الملفات الاستراتيجية التي تندرج في إطار تنفيذ توجهات السيد رئيس الجمهورية، الرامية إلى تعزيز الأمن الطاقوي وتنويع الاقتصاد الوطني ومرافقة الفئات الهشة.
خارطة طريق لتعزيز الأمن الطاقوي وتنويع مصادر الطاقة
استهلت أشغال الاجتماع بدراسة المحاور الكبرى لخارطة الطريق الخاصة بتعزيز الأمن الطاقوي في الجزائر، من خلال تنويع مصادر الطاقة لإنتاج الكهرباء، مع التركيز على تطوير القدرات الوطنية في مجال الطاقات المتجددة. وأكد الوزير الأول على أهمية رفع مساهمة الطاقات النظيفة في مزيج الطاقة الوطني، بما يتماشى مع الأهداف البيئية والاقتصادية المسطرة في إطار التحول الطاقوي. كما تم استعراض التدابير المتعلقة بتعزيز الربط بين مختلف الشبكات عبر كامل التراب الوطني، بهدف ضمان إنتاج طاقوي مستدام يستجيب للاحتياجات المتزايدة للسكان والاقتصاد، مع التركيز على تحسين نجاعة الشبكات الكهربائية وتعزيز تكاملها الجهوي والوطني.
تفعيل الوكالة الوطنية للعقار السياحي وتطهير العقار الاقتصادي الموجه للاستثمار
كما استمعت الحكومة إلى عرض حول التدابير المتخذة لتفعيل الوكالة الوطنية للعقار السياحي باعتبارها أداة محورية لتسيير وتثمين الأوعية العقارية ذات الطابع السياحي. وركز العرض على أهمية تطهير العقار السياحي وتهيئة مناطق التوسع السياحي، بما يسمح بتوفير عرض عقاري منظم وشفاف موجه خصيصًا لحاملي المشاريع الاستثمارية في القطاع السياحي، ويعزز استقطاب الاستثمارات النوعية في إطار سياسة تنويع الاقتصاد الوطني.
دخول التكوين المهني لشهر فيفري 2025: تكوين موجه لخدمة التنمية الاقتصادية
وقد تم تقديم عرض حول سير دورة فيفري 2025 للتكوين المهني، حيث تم استعراض أهم التدابير المتخذة لإعادة هيكلة عروض التكوين، بما يضمن تكييفها مع احتياجات السوق الوطنية للشغل. وتم التركيز على تعزيز التكوينات في التخصصات ذات الأولوية التي تتماشى مع التوجهات الكبرى للتنمية الاقتصادية، خاصة في القطاعات الصناعية والفلاحية والخدماتية، مع إدماج التكنولوجيات الحديثة في المناهج البيداغوجية.
إعادة بعث برنامج الأسرة المنتجة: آلية جديدة لدعم الأسر المعوزة
وفي سياق تعزيز آليات الدعم الاجتماعي الموجهة للفئات الهشة، درست الحكومة سبل إعادة بعث وتكييف برنامج الأسرة المنتجة، الذي يهدف إلى مرافقة الأسر المعوزة وتشجيعها على الانخراط في الأنشطة الاقتصادية المنتجة. ويرمي البرنامج إلى تمكين الأسر من إطلاق مشاريع صغيرة تتناسب مع إمكانياتها وظروفها الاجتماعية، بما يسمح لها بالمساهمة في الإنتاج الوطني وتحسين ظروف معيشتها بشكل مستدام.
توجه متكامل لتحقيق التنمية الشاملة
وأكد السيد الوزير الأول، في ختام الاجتماع، أن الملفات التي تمت دراستها تعكس حرص الحكومة على تبني مقاربة متكاملة، تجمع بين تعزيز الأمن الطاقوي، وتهيئة مناخ استثماري محفز، وتكييف التكوين مع احتياجات التنمية، إلى جانب إرساء آليات فعالة لدعم الأسر المعوزة، وذلك في إطار رؤية تنموية شاملة تهدف إلى بناء اقتصاد وطني متنوع ومستدام.
محمد بوسلامة
