حياة الفنانين في كثير من الأحيان تتشابه مع الأعمال الفنية، التي يقدمونها، تجدها مليئة بالدراما والأحداث، وفي بعض الأحيان تكون نهايتها تراجيدية، وتستمر الأقاويل والروايات حولهم، حتى بعد سنوات على وفاتهم.
وودّع آلاف التونسيين، المطرب التونسي حسن الدهماني، الذي توفي في حادث سير أثناء توجهه لإحياء إحدى الحفلات، وكشفت السلطات تفاصيل الحادث، موضحة أن السيارة كانت تقودها امرأة، وتواجد فيها إضافة إلى “الدهماني”، شخص آخر، وفور انقلاب السيارة توفي الفنان على الفور، بينما دخلت المرأة والمرافق الآخر المستشفى في حالة خطر.. الخبر كان صادمًا للوسط الفني في تونس، حيث نعى الفنانون عبر مواقع التواصل “الدهماني”، قائلين إنهم خسروا رجلًا خلوقًا وفنانًا كبيرًا.
حوادث السير حصدت قبل “الدهماني” أرواح فنانين كثر، لكن ملابسات الوفاة لدى البعض مختلفة، فمنها قضاء وقدر ومنها…
فقبل أسبوع، رحل عن عالمنا الفنان الأردني ياسر المصري، في حادث سير مروع في مدينة الزرقاء، بعدما اصطدمت سيارته بجدار أحد المنازل وسيارة كانت مركونة بجواره، ليلقى حتفه بعد لحظات من وصوله المستشفى، ولم يكن بمفرده، فقد كان معه أحد أقاربه الذي تعرض لإصابة خطيرة.
“المصري” شارك في العديد من المسلسلات الأردنية والعربية التاريخية، وكان له حضور مميز في المهرجانات المحلية والعربية من خلال مجموعة من العروض المسرحية، كما عمل مدربًا للفرقة الوطنية التابعة لوزارة الثقافة، التي مثلت الأردن في تلك المحافل حتى نهاية العام 2007، وأيضًا قدم شخصية الرئيس جمال عبد الناصر في مسلسل “الجماعة 2″، وحقق من خلاله ردود أفعال إيجابية.
الفنانة داليا التوني، التي شاركت في فيلم “الألماني”، تعرضت لحادث على طريق السخنة، نتيجة انحراف عجلة القيادة، بسبب السرعة الزائدة، وتوفيت قبل وصولها للمستشفى، عن عمر يناهز 26 عاما، وكانت معها صديقتها الفنانة نورلين، التي كانت قد شاركت في إعلانات “ميلودي”، ونقلت إلى المستشفى، لكنها أيضًا فارقت الحياة متأثرة بإصابتها.
وقبل الانتهاء من تصوير فيلم “غرام وانتقام” بأسبوعين، لقت الفنانة أسمهان حتفها غرقًا في حادث وقع عام 1944، حيث سقطت سيارتها في ترعة بطلخا، وهي في عمر الـ32 عامًا، وأثار موتها الكثير من الجدل حول ما إذا كان الحادث مدبرًا لقتلها أم لا.
وفي حوار تليفزيوني للفنان يوسف وهبي تحدث عن وفاتها قائلا: “ما حدث هو قدر، فأنا شعرت بهذا القدر قبل موتها.. لا أدري كيف.. في يوم الخميس طلبت مني أن تذهب إلى رأس البر لأن لديها صديقتين ستقضي معهما ليلتين في بيت صغير، اعترضت دون أن أدري وقلت لها ماذا ستفعلين هناك، ليس هذا المكان المناسب لك”.
وتابع: “في الصباح الباكر استأذنت زوجتي أن تسمح لي أن أذهب إلى أسمهان وألح عليها أن ترافقنا إلى الإسكندرية وزرتها وبقيت ألح إلحاحا شديدا لكن بلا معنى، وشوهت لها صورة رأس البر، لكن صديقتيها جاءتا، وكأنهما ملكتان من ملائكة الموت والعياذ بالله، وركبت سيارة من سيارات استوديو مصر، وبعدها سمعت خبر موتها”.
وكان من أحد ضحايا “الحوادث” أيضا الموسيقار عمر خورشيد، حيث لقي مصرعه وهو في سن الـ 36 عقب تعرضه لحادث عام 1981، بعدما اصطدمت سيارته بعمود، بعد خروجه من عمله بأحد ملاهي شارع الهرم، لكن ظلت وفاته موضع شك، بين كونه حادثا طبيعيا أو مدبرا.
وفي مذكرات الفنانة سعاد حسني أكدت أن الواقعة مدبرة، وقالت إن أحد المسؤولين وقتها دبر لمقتل خورشيد، وأرجعت السبب لأن الأخير توجه إلى مكتب هذا المسؤول في مبنى الإذاعة والتليفزيون، وطلب منه الابتعاد عنها، وهدده بأنه إن لم يتوقف عن مضايقتها، لن يسكت وسيفضحه، وهو الأمر الذي جعل المسؤول يقرر الانتقام منه.
في النهاية.. الموت قدر لا يمكن الفرار منه، وحتى وإن رحل هؤلاء الفنانون عنا، فأعمالهم باقية حتى يومنا هذا، وهو الإرث الحقيقي الذي تركوه، وهو ما يجب أن يدركه الكل في الوسط الفني، فلن تبقى سوى سيرتهم وأعمالهم.