اتهموا المؤسسة المقاولاتية بـ “البريكولاج والترقيع”… المستفيدون من التساهمي بعين طاية يشتكون حالتها المزرية

elmaouid

يطالب المستفيدون من 60 مسكنا اجتماعيا تساهميا بحي “ديار الغرب” بعين طاية، السلطات الولائية بإعادة تأهيل سكناتهم، التي وجدوها في وضعية جد كارثية، بالرغم من تسديدهم لكامل المستحقات المالية.

وأكد ممثل عن سكان الحي في حديثه مع “الموعد اليومي”، أنهم تسلموا المشروع قبل عشر سنوات هيكلا دون روح، ما اضطرهم إلى إتمام الأشغال بإمكانياتهم الخاصة، بدءا بتوصيل شبكات الغاز والكهرباء ومياه الشرب، دون أن ننسى إعادة تهيئة قنوات الصرف الصحي وغيرها من أشغال الطلاء والترميم الداخلية، التي كلفتهم مبالغ مالية باهضة، وهو ما أثار استياءهم باعتبارهم سددوا كامل المبلغ المقدر بـــ200 مليون سنتيم، وكان لابد “على ديوان التسيير العقاري أن يسلّم السكنات جاهزة تماما” يقول المتحدث، نظرا للظروف الصعبة التي يعيشها أغلب القاطنين بهذا المشروع السكني، نتيجة غياب الأقبية وتسرب مياه الأمطار إلى سكنات الطابق العلوي والأرضي واختلاطها بمياه الصرف الصحي، ما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة التي تهدد صحتهم، على غرار تآكل الجدران والسلالم وحتى الأسقف التي بدأ القرميد المحاط بها يتساقط من حين لآخر لهشاشته مع مرور الوقت، متهما المؤسسة المقاولاتية التي تكفلت بالأشغال “بالتحايل خلال استخدامها لمواد البناء وانتهاجها لسياسة البريكولاج”، وهو ما صعّب من وضع العائلات خاصة تلك التي لا تسمح لها إمكانياتها بإعادة الأشغال من جديد، مطالبين والي العاصمة، عبد القادر زوخ، بالوقوف على وضعيتهم وإدراجهم ضمن برنامج التهيئة الحضرية لعمارات العاصمة القديمة المشيدة في الحقبة الاستعمارية، وحجتهم في ذلك الحالة المزرية للشقق التي يعيشون فيها والتي باتت تتدهور يوما بعد يوما.

في سياق متصل، تطرق المستفيدون من المشروع، إلى جملة من المشاكل التي يتخبطون فيها منذ عشر سنوات، من انعدام فضاءات لعب للأطفال ومرافق ثقافية ومركز للصحة الجوارية وغياب النقل الذي أرهقهم كثيرا، كما زاد عدم تهيئة الحي وطرقه الثانوية من متاعب السكان الذين يطالبون بحقهم من مشاريع التهيئة والتنمية التي سيبرمجها المجلس الشعبي البلدي الجديد لعين طاية مستقبلا.

من جهة أخرى، وفيما يخص مشكلهم مع العقود الملكية، وهو المشكل الذي سبق وأن تناولته “الموعد اليومي” في أعدادها السابقة، حيث ما تزال مساعيهم في الحصول على العقود متواصلة، كونهم لا يملكون لحد الساعة أية وثيقة تثبت ملكيتهم للشقق، ولا يمكنهم التصرف فيها، وما زاد من قلقهم كون العقار الذي أنجز عليه المشروع تابعا لأملاك الدولة ولم تسو وضعيته مع مصالح بلدية عين طاية وديوان دار البيضاء، وهو ما عرقل إتمام عملية التسوية، مجددين مطلبهم للسلطات بضرورة التدخل العاجل من أجل تسوية وضعيتهم وإنهاء تخوفهم الذي يزداد يوما بعد يوم.

وأمام هذه المشاكل، يطالب هؤلاء، والي العاصمة، عبد القادر زوخ، بضرورة إعادة تهيئة وتأهيل عماراتهم، ضمن برنامج إعادة الاعتبار للعمارات القديمة، التي تقوم بها مصالحه منذ أربع سنوات في إطار التحسين الحضري الذي يدخل ضمن المخطط الاستراتيجي لتطوير العاصمة وإلحاقها بمصاف دول العالم.