هاجم السفير القطري لدى تركيا، سالم آل شافي، الإمارات، واتهمها بأنها قامت بدعم ما يعرف بـ”الثورات المضادة” في العالم العربي.
جاء ذلك وفق بيان نشر باسم السفير القطري، الذي قال إن “الإمارات قامت بدعم الثورات المضادة بهدف استعادة أنظمة ديكتاتورية، على اعتبار أن من شأن هذه الأنظمة أن توقف مد الثورات العربية”.
ونفى اتهامات دول الحصار لبلاده بأنها أنفقت “الملايين على دعم الإسلاميين والمتطرفين في المنطقة”، مشيرا إلى أن هذه “ادّعاءات غير صحيحة”.
وأكد أن قطر تعمل “كل ما من شأنه أن يساعد على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وبما لا يتعارض مع تطلعات الشعوب”.
ويأتي تصريح السفير القطري ردا على ما جاء على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش، خلال مقابلة مع صحيفة “جمهوريات” التركية، “اختلق فيها الكثير من الادعاءات غير الصحيحة والأكاذيب”، وفق قوله.
وعلق آل شافي على تصريحات قرقاش بوصفها “ادعاءات” مهاجما دور الإمارات “في افتعال الأزمة مع قطر”، وأوضح أن “ذلك أصبح واضحا للجميع”.
وقال: “أكّدت تحقيقاتنا التقنيّة والقانونية التي أجريناها بالتعاون مع أجهزة دولية كمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (أف بي آي)، ووكالة الجريمة القومية البريطانية، هذا الأمر بشكل قاطع (في إشارة على ما يبدو إلى اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية). نقوم الآن بمتابعة الإجراءات القانونية ضد الإمارات في ما يتعلق بهذا الجرم”.
وحول الأزمة الخليجية، أيضا أوضح أن “الإمارات وباقي دول الحصار رفضت منذ البداية أي وساطة خارجية، وعبّرت عن ذلك من خلال تصريحات رسمية، لذلك فإن الادعاء بأنّ موقف تركيا حرمها من الوساطة هو أمر غير صحيح”.
وكان قرقاش دعا تركيا إلى “البقاء على الحياد” حيال الأزمة الخليجية، وقال إنها “تحركت مبكرا” في ما يخص أزمة بلاده مع قطر.وتابع السفير القطري، قائلا إن “المجتمع الدولي، ومعظم دول العالم بما في ذلك الدول الكبرى الرئيسة كلها رفضّت مزاعم وإجراءات الإمارات غير القانونية ضد دولة قطر”.وقال: “لقد تصرفنا بهدوء كدولة مسؤولة، ولم نتخذ إجراءات انتقامية كما فعلوا هم، ولو قمنا بإيقاف صادراتنا من الغاز إلى دبي مثلا والتي تغطي حوالي 40 في المئة من احتياجاتها لانهارت على الفور”.
وأضاف: “نأمل أن يعودوا إلى رشدهم (دول المقاطعة)، ونؤمن بأنّهم سيضطرون في نهاية المطاف إلى الجلوس على طاولة المفاوضات والحوار”.
وبخصوص ما وصفه سفير الدوحة بـ”الادعاءات عن علاقة قطر بالإرهاب والجماعات المتطرفة”، قال: “دولة الإمارات ليست الجهة المؤهّلة أو المخوّلة للقول بأنّ هذه الدولة أو تلك ملتزمة بمحاربة الإرهاب أو غير ملتزمة، هناك مجتمع دولي ومؤسسات دولية ومنظمات معنيّة مباشرة بهذا الأمر”.
وأكد آل شافي أن بلاده عضو فاعل سياسيا وماليا وعسكريا في كل المنصات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وكذلك الأمر في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة.
وتستضيف قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط (قاعدة العديد) لمكافحة الإرهاب وتضم حوالي 10 آلاف جندي أمريكي.
وقال: “نحن واثقون من أن مزاعم الإمارات غير صحيحة، بالرغم من ذلك، فقد قمنا إلى جانب الكويت والولايات المتحدة وتركيا وعدد كبير من دول العالم بمطالبتها هي وباقي دول الحصار بشكل رسمي بتقديم دليل واحد فقط على دعم دولة قطر للإرهاب، لم يقدموا أي دليل على الإطلاق”وعن القاعدة العسكرية التركية في الدوحة، أشار السفير القطري إلى أن “الوزير الإماراتي قال للصحيفة إن انزعاجهم من موضوع القاعدة العسكرية التركية في الدوحة يتعلق بتوقيت نشر القوات فقط، هذا ادعاء مخالف للحقيقة، لأن المطلب رقم 2 في ورقة الـ13 نقطة التي قدموها إلى قطر تطالب الدوحة بإغلاق القاعدة فورا، وتطالبها أيضا بوقف أي تعاون عسكري مع تركيا”.