“اتهامات بالإساءة والطائفية”.. قصة فيلم “سيدة الجنة” تثير غضب المسلمين

“اتهامات بالإساءة والطائفية”.. قصة فيلم “سيدة الجنة” تثير غضب المسلمين

أقالت الحكومة البريطانية، السبت، مسؤولا مسلما من منصبه على رأس مجموعة عمل رسمية، بعدما اتهمته بتشجيع تظاهرات ضد فيلم عن ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

الفيلم الذي كان اسمه في البداية “يوم العذاب” أغضب المسلمين حول العالم سنة وشيعة على حد سواء، فما سبب كل هذه الضجة؟

تحكي القصة عن طفل عراقي يستلهم من تجربة السيدة فاطمة الزهراء بعد 1400 سنة، في بلد مزقته الحرب، حيث يتعلم أهمية وقوة الصبر. يجد الطفل نفسه في منزل جديد بعد فقدان والدته، حيث تروي جدته العطوف القصة التاريخية للسيدة فاطمة ومعاناتها.

ويبدأ الفيلم بمشهد القتل المروع للطيار الأردني معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش ثم ينتقل السرد إلى شبه الجزيرة العربية عام 622 م، وهو التاريخ الذي يبدأ منه التقويم الإسلامي من عام الهجرة الذي شهد لمّ شمل السيدة فاطمة مع والدها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة وزواجها من سيدنا علي وإنجابها الإمام الحسن والإمام الحسين ومن هنا يبدأ الجدل، حيث أغضب الفيلم المسلمين الشيعة بسبب تجاهل الفيلم لقصص وتضحيات الحسن والحسين في سبيل الإسلام.

بينما أثار الفيلم غضب المسلمين السنة بسبب الطريقة التي استعرض فيها صراع الخلافة، بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم على فراش الموت وإظهار السيدة عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ووالدها أبو بكر بصورة سلبية، وهذا لا يعد عدم احترام لمسلمي السنة، فحسب، بل المساهمة في إحداث مزيد من الفجوات بين الطوائف الشيعية والسنية.

والسبب الأكبر في غضب جميع طوائف المسلمين هو إظهار وجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتجسيده على الشاشة وهو أمر يتعارض بشدة مع المعتقد الإسلامي.

وأرجع البعض سبب الجدل المثار إلى مؤلف الفيلم رجل الدين الشيعي ياسر الحبيب الذي سبق وتم سجنه في الكويت بسبب إهانة الإسلام.

وقد أدانت منظمة الإعلام الإسلامي في المملكة المتحدة (5 بيلارز) تصوير الشخصيات المقدسة، ووصفتها بأنها “مروعة ومثيرة للاشمئزاز” بعد أن أشارت إلى محاولة الفيلم إيجاد أوجه تشابه بين أفعال هذه الشخصيات وأفعال تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق.

ونقلت “الإندبندنت” عن وكالة أنباء فارس أن عددا من العلماء المسلمين المشهورين قد انتقدوا الفيلم بسبب “سوء البحث والمحتوى”.

وأوقفت شبكة سيني وورلد عرض الفيلم الذي أخرجه إيلي كينغ، بعد تظاهرات نظمها مسلمون خارج دور العرض التي قدم فيها.

كما منعت عدة دول إسلامية، من بينها مصر وباكستان وإيران والعراق والمغرب، عرض الفيلم البريطاني الذي اعتبرته “مسيئا”.

ق/ث