بعد مرور 47 يوماً على العدوان الصهيوني والقصف المتواصل سكان القطاع على وشك أن يتنفسوا الصعداء

اتفاق الهدنة… ثمرة انتصار للمقاومة الفلسطينية

اتفاق الهدنة… ثمرة انتصار للمقاومة الفلسطينية

بعد مرور 47 يوماً على العدوان الصهيوني والقصف المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، تزامناً مع تجويع الفلسطينيين وحرمانهم من الغذاء والماء والدواء ومقومات الحياة الأساسية، يبدو أن سكان القطاع أصبحوا على وشك أن يتنفسوا الصعداء مع بدء سريان اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة الذي توسطت فيه كل من قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية بين حركة حماس والاحتلال الصهيوني، والذي “يسمح بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية”.

يدخل اتفاق الهدنة الإنسانية بين الكيان الصهيوني وحماس، حيز التنفيذ، لمدة 4 أيام قابلة للتمديد، وذلك بعد نجاح جهود وساطة مشتركة بين مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية. ويشمل الاتفاق، تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، على أن تتم زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق. كما ستسمح الهدنة، بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية. بالمقابل، تقول مصادر إعلامية، أن آلية العملية هي أن تبعث حماس من خلال الوسطاء بقائمة الأسرى الإسرائيليين الذين ستفرج عنهم في اليوم التالي، وتصادق عليها حكومة الاحتلال، لتبدأ عملية التنفيذ في اليوم الموالي وسيتم تسليم الرهائن الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر الذي سينقلهم إلى منطقة رفح، وهناك برعاية من الوسطاء المصريين والقطريين والأمريكيين يتم نقلهم إلى الجانب الإسرائيلي. وعند تسلمهم من طرف الجيش الإسرائيلي، تبدأ إسرائيل بالإفراج عن الأسيرات والأطفال الفلسطينيين، وفق العدد المتفق عليه، بمعدل أسير إسرائيلي مقابل 3 أسرى فلسطينيين.

 

وقف اختراق أجواء غزة

ويشمل الاتفاق، إدخال 4 شاحنات من الوقود يوميا وشاحنتين من الغاز، إضافة إلى 200 شاحنة من الغذاء والأدوية والمساعدات الإنسانية إلى جنوب قطاع غزة.

وخلال أيام الهدنة، هناك 6 ساعات تلتزم الطائرات الإسرائيلية فيها بوقف تام لاختراق أجواء غزة عن طريق المسيرات لأغراض التجسس مع وقف إطلاق نار متواصل طيلة الأيام الأربعة. ويسمح الكيان الصهيوني لسكان قطاع غزة، بالتحرك من شمالي القطاع إلى جنوبه عبر ممر آمن لمن يريد المغادرة، وهو شارع صلاح الدين، وفق ما تم الاتفاق عليه. ولا تشمل الصفقة الجنود الإسرائيليين ولا العمال الأجانب الذين كانوا في غلاف قطاع غزة. سياسيا، قال الباحث السياسي، معين مناع، إن التوصل إلى الاتفاق على هدنة إنسانية في قطاع غزة -الذي أُعلن عنه، الأربعاء، يمثل ثمرة انتصار للمقاومة الفلسطينية التي استطاعت أن تحاصر قوات الاحتلال الصهيوني في بقعة محددة وأن تستنزفها، بما يمثل إهانة “للكيان الصهيوني”، وتهديدا للنفوذ الأمريكي في المنطقة، ووضع الجهود البريطانية والفرنسية التي استمرت 200 عام في مهب الريح. وأضاف مناع -في تصريحات خاصة للجزيرة القطرية- “أن الأسبوع الأخير من العدوان الإسرائيلي، كان أسبوع استنزاف بحت، وحتى وتيرة القصف والمجازر التي ارتكبها العدو كانت تؤشر على حالة المأزق التي يعيشها، وحالة النزف الغزير التي وقعت فيها قوات الاحتلال على مستوى الآليات العسكرية؛ سواء الدبابات أو المركبات أو ناقلات الجند، فضلا عن جنود النخبة وضباط النخبة”.

أ.ر