أعلن الديوان الوطني للخدمات الجامعية عن إبرام اتفاقية إطار للتعاون والشراكة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الثقافة والفنون، في حفل رسمي احتضنه المعهد الوطني العالي للسينما “لخضر حمينة” بالقليعة – تيبازة، تزامناً مع افتتاح الموسم الجامعي 2025–2026 للمدارس والمعاهد العليا للفنون والتراث، المنظم تحت شعار: “جيلٌ يحفظ الذاكرة ويصنع المستقبل”.
وجاءت هذه الاتفاقية لتجسد الإرادة المشتركة في مدّ جسور التعاون بين القطاعين، وتكريس التكامل بين الجامعة ومؤسسات الثقافة والفن، بما يضمن تهيئة بيئة تعليمية وإبداعية قادرة على استيعاب الطاقات الفنية الشابة وتوجيهها نحو خدمة التنمية الثقافية الوطنية. وقد جرت مراسم التوقيع بحضور وزيرة الثقافة والفنون، الدكتورة مليكة بن دودة، إلى جانب البروفيسور عادل مزوغ، المدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية ممثلاً عن وزارة التعليم العالي، والسيد ثابت بدر الدين، مدير الإدارة والوسائل بوزارة الثقافة والفنون، ممثلاً عن القطاع الثقافي، فضلاً عن السلطات المحلية، وإطارات الوزارتين، وجموع الطلبة والفنانين. وتتضمن الاتفاقية بنوداً ترمي إلى ضمان الخدمات الجامعية الأساسية لطلبة مدارس ومعاهد الفنون، بما في ذلك الإيواء والإطعام والنقل، إلى جانب تفعيل الحياة الثقافية والفنية داخل الإقامات الجامعية، وفتح آفاق جديدة أمام الطلبة للاطلاع على التراث الوطني من خلال تعزيز الشراكة بين المؤسسات الجامعية والهياكل الثقافية عبر الوطن. وفي كلمته بالمناسبة، أكد المدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية أن هذه الخطوة تمثل تحولاً نوعياً في آليات الدعم الموجه لطلبة الفنون، مشيراً إلى أن الهدف هو دمج البعد الثقافي والإبداعي في المنظومة الجامعية بما يعزز قيم الجمال والانتماء لدى الطلبة. من جهتها، أشرفت وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة مليكة بن دودة على إطلاق الموسم الجامعي الجديد للمدارس والمعاهد العليا للفنون والتراث، بحضور والي ولاية تيبازة علي مولاي والمدير العام للتلفزيون الجزائري محمد بغالي، إلى جانب نخبة من الشخصيات الثقافية والفنية. وتخللت المناسبة، زيارة لأجنحة معرض تعريفي بالمعهد الوطني العالي للسينما وبمختلف التخصصات التي تدرّس ضمن المدارس والمعاهد العليا للفنون والتراث، حيث عكست المعروضات ثراء التجربة التكوينية الوطنية وتنوع مساراتها الأكاديمية. وفي كلمتها أمام الطلبة، تحدثت الوزيرة بن دودة عن الفن باعتباره بحثاً دائماً عن الجمال، مؤكدة أن “الإنسان كائن جمالي بطبعه، وكل الحضارات الإنسانية هي محاولات لصنع الجميل في الحياة”. ودعت الطلبة إلى أن يكونوا “حماةً للجمال وهُوية الجزائر الثقافية في العالم”، مشيرة إلى أن انطلاقة هذا الموسم تمثل فرصة للتأمل في موقع الإبداع الجزائري على الخريطة العالمية.
735 طالب مسجل في مؤسسات التعليم الفني والتراثي
كما كشفت الوزيرة، أن عدد الطلبة المسجلين في مؤسسات التعليم الفني والتراثي بلغ 735 طالباً وطالبة في مرحلتي الليسانس والماستر، وهو ما يعكس – حسبها – تزايد الإقبال على التخصصات الإبداعية، معتبرة ذلك دليلاً على نجاح السياسة الوطنية في ترسيخ التكوين الفني كمكوّن أكاديمي فاعل في الاقتصاد الثقافي الوطني. وعلى هامش الحفل، تم التوقيع على سلسلة من اتفاقيات التعاون والتبادل شملت مجالات التكوين والتدريب والإنتاج الفني، من بينها اتفاقية بين المعهد الوطني العالي للسينما والمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري، وأخرى مع المركز الوطني للسينما، إلى جانب اتفاقية تنسيق تخص الخدمات الجامعية لطلبة الفنون بين الوزارتين. كما تم تكريم عدد من الأساتذة المتحصلين على التأهيل الجامعي للسنة الأكاديمية 2024–2025، فضلاً عن الأساتذة المحالين على التقاعد عرفاناً بمساهماتهم في خدمة التكوين الفني بالجزائر، لتختتم الفعاليات بصورة جماعية رمزية جمعت الوزيرة بالمكرّمين والطلبة. وفي ختام الاحتفالية، صرّحت الوزيرة أن المدارس والمعاهد العليا للفنون والتراث أصبحت اليوم فضاءات حقيقية لصناعة الجمال والمعرفة والهوية الوطنية، مؤكدة أن الدولة ماضية في دعم التكوين الفني كخيار استراتيجي لبناء اقتصاد ثقافي مزدهر، ومجددة ثقتها في الجيل الجديد من الطلبة “الذين يصنعون اليوم ملامح الغد بثقافتهم وإبداعهم”.
سامي سعد