قـطـعـت الـثـورة الـجـزائـريـة شـوطـا كـبـيـرا مـن الـكـفـاح الـمـسـلـح خـصـوصـا بـعـد مـؤتـمـر الـصـومـام 20 أوت 1956 الـذي أعـطـى لـهـا نـفـسـا قـويـا وتـنـظـيـمـا مـحـكـمـا أين فـرضـت نـفـسـهـا ولـم يـسـتطـع الـعـدو الـفـرنـسـي أن يـوقـف سـيـر الـعـمـلـيـات الـفـدائـيـة والـقتالية خاصة في الـمـدن والأريـاف بالرغـم من كـل الـمـحـاولات والـعـراقـيـل، من خلال غـلـق الـحـدود الـشـرقـيـة والـغـربـيـة بـالأسـلاك الـشـائـكـة،
وبالتالي اسـتـطـاعـت الـثـورة فـرض وجـودهـا وإسـمـاع صـوتـهـا إلـى الـعـالـم أجـمـع وأصـبـحـت دول الـعـالـم تـعـتـرف بـجـبـهـة الـتـحـريـر الـوطـنـي الـمـمـثـل الـوحـيـد لـلـشـعـب الـجـزائـري دون سـواهـا ومـا عـلـى فـرنـسـا إلا الاتـصـال بـجـبـهـة الـتـحـريـر الـوطـنـي الـتـي أســسـت الـحـكـومـة الـمـؤقـتـة وبذلك بـدء الـمـفـاوضـات عـلـى أسـاس تـقـريـر الـمـصـيـر والـوحـدة الـتـرابـيـة.
الضربات العنيفة التي تلقاها المستعمر كانت وراء المفاوضات
ويؤكد المختصون في تاريخ الجزائر بأن الأسباب الكامنة وراء المفاوضات مع فرنسا الاستعمارية، هي الـضـربـات الـعـنـيـفـة الـتـي تـلـقـتـهـا الـدولـة الاسـتـعـمـاريـة فـي الـجـزائـر وفـي فـرنـسـا عـلـى يـد الـثـورة الـجـزائـريـة والـتـنـظـيـم الـمـحـكـم الـذي امـتـازت بـه خـاصـة بـعـد مـؤتـمـر الـصـومـام 1956 والأزمـات الاقـتـصـاديـة والـمـالـيـة والاجـتـمـاعـيـة الـتـي أنـهـكـت فـرنـسـا، نـتـيـجـة الـتـكـالـيـف الباهظة لـقـمـع الـثـورة وضـغـط الـرأي الـعـام الـعـالـمـي عـلـى فـرنـسـا وتـنـديـده بـسـيـاسـتـه فـي الـجـزائـر خـاصـة فـي جـلـسـات الأمـم الـمـتـحـدة.
وتـعـود الاتـصـالات الـسـريـة بـيـن الـسـلـطـات الاسـتـعـمـاريـة وجـبـهـة الـتـحـريـر الـوطـنـي إلـى 12 أفـريـل 1956 بـالـقـاهـرة ثـم بـبـلـغـراد، حيث كـانـت تـهـدف فـرنـسـا مـن ورائهـا إلـى مـعـرفـة درجـة ذكـاء والـخـبـرة الـسـيـاسـيـة لـقـادة جـبـهـة الـتـحـريـر الـوطـنـي وجـرهـم إلـى وقـف إطـلاق الـنـار لـيـتـمـكـنـوا مـن الـقـضـاء عـلـى الـثـورة إلا أن الـمفـاوضات توقـفـت بـسـبـب اخـتـطـاف الـقـادة الـخـمـس ( 22. 10 . 1956 ).
ومـع وصـول ديـغـول إلـى الـحـكـم 1958 حـاول إحياء هـذه الـمـفـاوضـات ومـن ذلـك الاتـصـالات الـسـيـاسـيـة فـي أكـتـوبـر 1958 ولـكـن اعـلانه لـمـشـروعـه “سـلـم الـشـجـعـان” ورفـع الـرايـة الـبـيـضـاء مـن أجـل تـنـظـيـم عـمـلـيـة اسـتـسـلام الـجـبـهـة والـجـيـش أدى إلـى قـطـع هـذه الاتـصـالات، لكن مـع جـوان 1960 تـتـجـدد الاتـصـالات مـرة أخـرى فـي مـحـادثـات مـولان مـن 25 إلـى 29 جـوان 1960 لـكـنـهـا بـاءت بـالـفـشـل ثـم تـتـجـدد كـذلـك فـي مـفـاوضـات لـوسـارن فـي 20 – 02 – 1961 لـتـفـشـل كـسـابـقـتـهـا بـسـبـب إصـرار فـرنـسـا عـلى فـصـل الصـحـراء، إذ صـرح “بـومبـيـدو” مـمثـل فـرنسـا قـائـلا: ( قـضـيـة الـصـحـراء لا نـقـاش فـيـهـا).
طريق النصر كان مسدودا…
وإلى غاية 1960 كان ديـغـول يعتقـد أن بإمكان فرنسـا أن تـحـقـق نـصـرا عـسـكـريـا وكـانـت سـيـاسـتـه تـسـتـنـد إلـى هـذا الاعـتـقـاد، ولـكـنـه أمـام الانـتـصـارات الـتـي حـقـقـتـهـا جـبـهـة الـتـحـريـر وجـيـش الـتـحـريـر الـوطـنـي اقـتـنـع أن طـريـق الـنـصـر أصـبـح مـسـدودا وقـد لـمـس هـذه الـحـقـيـقـة عـنـدمـا زار الـجـزائـر فـي ديـسـمـبـر 1960 لـشـرح سـيـاسـتـه الـجـديـدة، فـاسـتـقـبـلـه الـجـزائـريـون يـحـمـلـون الـعـلـم الـجـزائـري ويـنـادون بـشـعـارات الـجـبـهـة فـيـمـا عـرف بـمـظـاهـرات 11 ديسمبر 1960، وتـعـود أسـبـاب هـذه الـمـظـاهـرات إلـى الـتـعـبـيـر عـن مـدى تـمـثـيـل جـبـهـة الـتـحـريـر الـوطـنـي لـلـشـعـب الـجـزائـري وكذا تـزكـيـة قـيـادة هـذه الـجـبـهـة وتـوجـيـهـاتـهـا الـسـيـاسـيـة الـتـي كـانـت تـصـدرهـا لـلـشـعـب الـجـزائـري.
مظاهرات الشعب الجزائري أجلست ديغول على طاولة المفاوضات
وكـانـت لـهـذه الـمـظـاهـرات نـتـائـجـهـا الإيـجـابـيـة خـاصـة بـعـد أن اتـسـعـت رقـعـتـهـا لـيـجـبـر ديـغـول عـلـى الـتـصـريـح: “إن هـذا الـوضـع لا يـمـكـن أن يـجـلـب لـبـلادنـا سـوى الـخـيـبـة والـمـآسـي، وإنـه حـان الـوقـت لـلـخـلاص مـنـه”. وجـلـوسـه إلـى طـاولـة الـمـفـاوضـات والاعـتـراف بـجـيـش وجـبـهـة الـتـحـريـر الـوطـنـي كـمـمـثـل وحـيـد وشـرعـي لـلـشـعـب الـجـزائـري. وأثار هذا الموقـف استياء الجنرالات الفرنسيين في الجزائـر (راؤول سلان، ادموند جوهر، موريس شـارل، أنـدري زيـلـر) الـذيـن قـامـوا بـمـحـاولـة انـقـلاب ضـد ديـغـول وذلـك فـي 22 – 04 – 1961 إلا أنـه بـاء بـالـفـشـل واعـتـرفـت هـيـئـة الأمـم الـمـتـحـدة بـحـق الـشـعـب الـجـزائـري فـي تـقـريـر مـصـيـره فـي 19 ديسمبر 1960.
مـفـاوضــات إيـفـيـان الأولــى 1961
وبـدأت هــذه الـمـفـاوضـات بـمـديـنـة إيـفـيـان عـلـى الـحـدود الـفـرنـسـيـة الـسـويـسـريـة يـوم 18 مـاي 1961 ثـم تـوقـفـت فـي 13 جـوان ثـم استؤنفت يـوم 20 جـويـلـيـة مـن نـفـس الـسـنـة لـتـتـوقـف بعـدهـا ويـرجـع ذلـك إلـى نـشـاط مـنـظـمـة الـجـيـش الـسـري الـفـرنـسـي “OAS”.
مـفـاوضـات إيـفـيـان الـثـانـيـة
وفـي 02 أكـتـوبـر 1961 سـلـم ديـغـول فـي مـؤتـمـر صـحـفـي بـضـرورة الـتـفـاوض مـع جـبـهـة الـتـحـريـر الـوطـنـي وعـلـى أسـاس اسـتـقـلال الـجـزائـر بـمـا فـيـهـا الـصـحـراء فـبـدأت مـفـاوضـات ايـفـيـان الـثـانـيـة فـي 06 مـارس 1962 بـيـن يـوسـف بـن خـدة ولـويـس جـوكـس، فـتـوصـل الـجـانـبـان إلـى اتـفـاق عـام وشـامـل لـجـمـيـع الـمـشـاكـل بـيـن فـرنـسـا والـجـزائـر، ووقـّع عـلـى اتـفـاقـيـة وقـف إطـلاق الـنـار فـي 19 مـارس 1962 وأصـبـحـت نـافـذة الـمـفـعـول عـلـى الـسـاعـة الـواحـدة مـن ظـهـر يـوم 19 مـارس 1962 فـي جـمـيـع أنـحـاء الـوطـن.
محتوى الاتفاقية ومضمونها….
واحـتـوت هـذه الاتـفـاقـيـات عـلـى الـعـديـد مـن الـمـسـائـل أهـمـهـا وقـف إطـلاق الـنـار بـكـامـل الـتـراب الـجـزائـري، ابتداء مـن مـنـتـصـف نـهـار 19 مـارس 1962،
والاعـتـراف باستقلال الـجـزائـر وسـيـادتـهـا الـكـامـلـة عـلـى أراضـيـهـا ووحـدة تـرابـهـا ومـوافـقـة الـجـانـب الـجـزائـري عـلـى تـأجـيـر قـاعـدة الـمـرسـى الـكـبـيـر بـوهـران لـلـسـلـطـات الـفـرنـسـيـة لـمـدة 15 سـنـة، وكـذلـك مـطـارات عـنـابـة وبـوفـاريـك وبـشـار ورقـان لـمـدة 5 سـنـوات، وتـكـفـل الـجـزائـر بـسـلامـة الـحـقـوق الـخـاصـة بـامـتـيـازات اسـتـغـلال الـمـنـاجـم والـمـحـروقـات وحـريـة الـشـركـات الـفـرنـسـيـة فـي الاسـتـمـرار فـي مـمـارسـة نـشـاطـهـا وحـق الـمـسـتـوطـنـيـن فـي الاخـتـيـار بـيـن الـجـنـسـيـة الـجـزائـريـة والـفـرنـسـيـة مـع إعـطـائـهـم ضـمـانـات كـافـيـة لـلاحـتـفـاظ بـأمـلاكـهـم وأمـوالـهـم، والـتـعـاون بـيـن الـجـزائـر وفـرنـسـا فـي جـمـيـع الـمـيـاديـن الاقـتـصـاديـة والاجـتـمـاعـيـة والـثـقـافـيـة، وتـحـديـد الـفـتـرة الانـتـقـالـيـة بـ 4 أشـهـر يـتـم خـلالـهـا الـتـمـهـيـد لإجـراء الاسـتـفـتـاء، ويـشـرف عـلـى الـحـكـم خـلال الـفـتـرة الانـتـقـالـيـة لـجـنـة تـنـفـيـذيـة مـشـتـركـة ويـتـم إجـراء عـمـلـيـة الاسـتـفـتـاء حـول تـقـريـر الـمـصـيـر عـقـب الـفـتـرة الانـتـقـالـيـة مـبـاشـرة، وتـشـرف عـلـى الـعـمـلـيـة لـجـان جـزائـريـة فـرنـسـيـة مـشـتـركـة وتـكـون صـيـغـة الاسـتـفـتـاء: “نـعـم أو لا” لـلاسـتـقـلال والـتـعـاون. وتم هـنـا اخـتـلاف وجـهـات الـنـظـر بـيـن الـقـادة الـجـزائـريـيـن حـول مـضـمـون هـذه الاتـفـاقـيـة، فـمـنـهـم مـن يـرى بـأنـهـا اسـتـعـمـار مـقـنـع وأنـهـا ربـطـت مـصـيـر الـجـزائـر بـفـرنـسـا إلـى الأبـد، حـيـث سـمـحـت لـلـفـرنـسـيـيـن بـالاحـتـفـاظ بـالـقـواعـد الـعـسـكـريـة فـي الـجـزائـر، ولـلـمـعـمـريـن بـالاحـتـفـاظ بـامـتـيـازاتـهـم وأعـطـت الـحـق لـلـشـركـات الـفـرنـسـيـة بـاسـتـغـلال ثـروات الـبـلاد ومـنـهـم مـن يـرى بـأن الاتـفـاقـيـة نـصـر عـظـيـم لـلـثـورة الـجـزائـريـة حـيـث أنـهـا خـلـصـت الـبـلاد مـن الهـيمـنـة الاسـتعـمـاريـة الـفـرنـسـيـة الـتـي دامـت 132 سـنـة، ومنـهـم مـن يـرى بـأنـهـا خـطـوة إيـجـابـيـة نـحـو الاسـتـقـلال الـتـام، إذ يـمـكـن تـجـاوز بـعـض سـلـبـيـاتـهـا فـيـمـا بـعـد، وفـعـلا فـقـد بـدأت الـجـزائـر بـمـجـرد اسـتـعـادة اسـتـقـلالـهــا فـي الـتـخـلـص مـن بـعـض الـبـنـود الـسـلـبـيـة لـلاتـفـاقـيـة لـتـسـتـكـمـل اسـتـقـلالـهـا الـسـيـاسـي والاقـتـصـادي والـثـقـافـي.
توقف القتال وإعلان الاستقلال
وبـعـد مـوافـقـة الـطـرفـيـن الـجـزائـري والـفـرنـسـي عـلـى بـنـود اتـفـاقـيـة إيـفـيـان، بـدأت عـمـلـيـة الـتـنـفـيـذ مـبـاشـرة، حيث فـي 19 مـارس 1962 تـم وقـف إطـلاق الـنـار بـكـامـل الـتـراب الـجـزائـري، وبـالـتـالـي انتهت الـحـرب بـعـد 7 سـنـوات ونـصـف وبـدأت الـلـجـنـة الـتـنـفـيـذيـة الـمـشـتـركـة فـي الإشـراف عـلـى تـسـيـيـر الـبـلاد وفـي شـهـر جـوان 1962 عـقـد الـمـجـلـس الـوطـنـي لـلـثـورة الـجـزائـريـة اجـتـمـاعـا لـه بـطـرابـلـس لـبـحـث مـسـتـقـبـل الـبـلاد، وانـتـهـى فـي الأخـيـر وبـعـد خـلافـات حـادة بـوضـع مـا سـمـي بـ “مـيـثـاق طـرابـلـس” وفـي أول جـويـلـيـة 1962 بـدأت عـمـلـيـة الاسـتـفـتـاء حـول تـقـريـر الـمـصـيـر وكـانـت صـيـغـة نـعـم أو لا للاستقلال والـتـعـاون وجـاءت نـتـيـجـة إيـجـابـيـة، حـيـث صـوتـت الأغـلـبيـة السـاحـقـة من الشـعـب الجـزائري لصـالـح الاستقلال، وفـي 05 جـويـلـيـة 1962 تـم الإعلان الـرسـمـي عـن اسـتـقـلال الـجـزائـر، وفـي سـبـتـمـبـر 1962 تـكـونـت الـجـمـعـيـة الـتـأسـيـسـيـة بـرئـاسـة فـرحـات عـبـاس والـتـي اجـتـمـعـت فـي 25 سـبـتـمـبـر مـن نـفـس الـسـنـة وعـيـنـت أحـمـد بـن بـلـة رئـيـسـا لـلـجـمـهـوريـة الـجـزائـريـة.
***
“إيفيان” كانت مدعما ومكملا للكفاح المسلح
يجمع العارفون بخبايا الثورة التحريرية من كتاب ومجاهدين ونخب مثقفة على أن مفاوضات “إيفيان” كانت مدعما ومكملا للكفاح المسلح، وبمثابة تمهيد لاستقلال الجزائر الذي لم يكن “هبة” من الجنرال ديغول كما يظنه البعض الذين يريدون أن يسوقوا ويعالجوا التاريخ من زاوية دون زاوية أخرى.
ويجمع هؤلاء العارفون على أن “اتفاقيات ايفيان” تعد نتيجة منطقية للكفاح المسلح والمعاناة والتضحيات التي قدمها الشعب الجزائري طوال سبع سنوات ونصف من الثورة التحريرية، إذ أن مقاومة هذا الشعب هي التي دفعت فرنسا إلى القيام بتنازلات تدريجية، إضافة إلى تراجعها عن جملة من مواقفها الأولية المتمثلة في مطالبة الشعب وممثله الشرعي “جبهة التحرير الوطني” برفع الراية البيضاء والاعتراف بالهزيمة.
قنطاري: إتفاقيات “إيفيان” مهدت لاستقلال الجزائر
أكد قنطاري محمد الباحث في تاريخ الجزائر بأن لا أحد يجب أن ينكر أن اتفاقيات “إيفيان” لها إيجابيات وسلبيات خاصة فيما تعلق بالخلاف الذي كان قائما بين الحكومة المؤقتة وجيش التحرير الذي كان متحفظا على بقاء أي قواعد عسكرية على تراب الجزائر.
وقال قنطاري محمد لـ “الموعد اليومي” بأن كبار المعمرين والقادة العسكريون لفرنسا كانوا يرفضون جملة وتفصيلا استقلال الجزائر، مؤمنين بأن الجزائر فرنسية وهذا ما لم يحدث خلال الاتفاقية التي مهدت لاستقلال الجزائر باعتراف الجانب الفرنسي في الاتفاقيات بالحق في تقرير المصير رغم المحاولات التي حدثت لاختراق هذه المفاوضات من قبل المعمرين ومنظمة “أواس” الخاصة التي قامت بمجازر عديدة في حق الشعب الجزائري رافضة بذلك أي اتفاقية الحق في تقرير المصير.
وأوضح المتحدث بأن المحافظين السياسيين لجبهة التحرير الوطني والمقاومين الجزائريين الذين شكلوا لحمة الشعب الجزائري تصدوا ببسالة لمخططات هذه المنظمة التي حاولت تقطيع أجزاء من هذا الوطن لتمزيقه، بدليل المجازر التي وقعت بوهران وبعض مناطق الوطن خلال فترة المفاوضات والتي قدر ضحاياها بـ 10 بالمائة من ضحايا الثورة.
جرد سالم: اتفاقيات “إيفيان” حسمت الموقف لصالح الجزائر
قال الدكتور جرد سالم أستاذ جامعي في التاريخ بأن اتفاقيات “إيفيان” استطاعت أن تنهي مرحلة الاستعمار الفرنسي بعد مسار هام من الكفاح المسلح، وبالتالي أفرزت مرحلة جديدة التي تعد ميزة أساسية في هذه الاتفاقية بالرغم من الآراء المتعددة بين من يراها بأنها حققت نصرا لأنها تضمنت أهم ما جاء في مواثيق الثورة التحريرية المظفرة، ومن يراها بداية مرحلة جديدة استطاعت أن تتخلص من المستعمر.
وأكد الدكتور جرد سالم في تصريح لـ “الموعد اليومي” بأن اتفاقيات “ايفيان” حسمت الموقف لصالح الجزائر بعد كفاح طويل مع المستعمر، وبذلك نجحت الثورة التحريرية بالرغم من المحاولات العديدة للمعمرين الذين حاولوا اختراق وقف إطلاق النار من أجل التشويش على المفاوضات مع فرنسا.
وأوضح المتحدث بأنه ورغم محاولة المعمرين الاستنجاد بسياسة الجنرال ديغول التي مرت بثلاث مراحل من أجل إجهاض الثورة، خاصة حينما حشد لها أكثر من مليون جندي، إلا أن ذلك كان مؤشرا على فشل هذه القوات العسكرية إلا أنه بعد عام أعلن واعترف بتقرير المصير للشعب الجزائري.