تعزيزا للدور المجتمعي في العالم الإسلامي

اتحاد المقاولين يزور الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل ويعلن عن دعم استراتيجي مستدام

اتحاد المقاولين يزور الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل ويعلن عن دعم استراتيجي مستدام

في لفتة إنسانية تحمل بعدا تنمويا واستراتيجيا، قام وفد رفيع المستوى من اتحاد المقاولين بالدول الإسلامية (FOCIC)، على هامش انعقاد اجتماعات محافظي البنك الإسلامي للتنمية والجمعية العمومية الرابعة للاتحاد في الجزائر، بزيارة مجتمعية هامة إلى الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل، في خطوة تعكس التزام الاتحاد العميق بمسؤوليته المجتمعية ودوره في دعم الفئات الهشة بالدول الأعضاء. حيث ترأس الوفد الزائر المهندس زكريا عبد الرحمن العبد القادر، رئيس الاتحاد، ورافقه كل من نواف الجشي – نائب الرئيس، محمد عبد العزيز العجلان – رئيس الهيئة السعودية للمقاولين و سامية المخلوفي – رئيسة المنظمة الوطنية لأرباب العمل والمقاولين بالجزائر إلى جانب عبد المجيد الرشودي – الأمين العام للاتحاد والدكتور مالك دنقلا – المدير التنفيذي للاتحاد وقد عبر أعضاء الوفد عن تقديرهم العميق للجهود التي تبذلها الشبكة الجزائرية في مجال حماية وترقية حقوق الطفل.

 

زيارة نوعية تترجم إلى دعم ملموس

كما حظي الوفد، باستقبال رسمي وشعبي من إدارة الشبكة وعدد من الأطفال المستفيدين من برامجها، حيث افتُتحت الفعاليات بكلمة لرئيس الشبكة استعرض فيها المنجزات المحققة، وأبرز الجهود الحكومية بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خاصة بعد تعديل دستور 2020 الذي أدرج حماية الطفولة كأولوية وطنية. وتخلل الزيارة عروض مباشرة من الأطفال المستفيدين، عرضوا خلالها مواهبهم وإنجازاتهم، مما أتاح للوفد الاطلاع على الأثر الواقعي لأنشطة الشبكة. وشكل ذلك نقطة التقاء إنساني عميقة بين المسؤولين والأطفال، برزت خلالها القيم التي يتبناها الاتحاد.

 

التزام عملي واستراتيجي

وفي كلمة وجدانية، أعلن المهندس زكريا العبد القادر عن التزام الاتحاد الكامل بدعم الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل، مؤكداً أن هذا الدعم سيُنفذ من خلال المنظمة الوطنية لأرباب العمل والمقاولين في الجزائر، بما يضمن استدامة الدعم ومتابعته ميدانياً. وأكد أن هذه الشراكة لا تنحصر في الدعم المالي، بل تشمل تبادل الخبرات وبناء قدرات الشبكة محليا وإقليميا.

 

رؤية جديدة للمسؤولية المجتمعية في الدول الإسلامية

كما تؤكد هذه المبادرة على التوجه الجديد للمسؤولية المجتمعية في العالم الإسلامي، الذي يسعى لاتخاذ مقاربة شاملة تُراعي التحديات الراهنة، كالتغيرات المناخية والرقمية والصحية، مع التركيز على الاقتصاد التضامني والتنمية المستدامة.

حيث يرى الاتحاد أن المسؤولية المجتمعية لم تعد خياراً بل واجباً استراتيجياً للقطاع الخاص، ويطمح لأن يكون نموذجاً يُحتذى به في بناء شراكات فعالة مع منظمات المجتمع المدني.

 

آليات تنفيذ مدروسة وشراكة مستدامة

كما أعلن الاتحاد عن خطة تنفيذ واضحة لدعمه، تشمل تنسيق مباشر مع الشبكة لتحديد أولويات الدعم، إعداد خطط تشغيلية مفصلة، وضع مؤشرات أداء لقياس الأثر، إعداد تقارير دورية لضمان الشفافية والمتابعة وقد كلفت المنظمة الوطنية لأرباب العمل والمقاولين في الجزائر بدور الوسيط التنفيذي لهذه الخطة. وفي الأخير تمثلت التوصيات وآفاق المستقبلية في بناء على نجاح الزيارة، أوصى الاتحاد بتوسيع البرنامج ليشمل منظمات مماثلة في دول إسلامية أخرى، إطلاق برامج تدريبية لحماية الطفولة في الدول الأعضاء، تأسيس صندوق دائم للمسؤولية المجتمعية لدعم المبادرات الإنسانية، وتنظيم ملتقيات دورية لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات.

 

نموذج رائد لتكامل التنمية الاقتصادية والانسانية

كما تشكل هذه الزيارة خطوة نوعية في مسيرة الاتحاد نحو ربط الاقتصاد بالتنمية المجتمعية. فقد أظهرت التجربة أن القطاع الخاص في العالم الإسلامي قادر على إحداث أثر ملموس عندما يتبنى برامج ذات بعد إنساني واستراتيجي. إن اتحاد المقاولين بالدول الإسلامية، ومن خلال هذه المبادرة، يؤكد التزامه بتحقيق تنمية شاملة لا تترك أحدا خلف الركب، ويبرهن أن الشراكة مع منظمات المجتمع المدني هي مفتاح مستقبل أكثر عدلا واستدامة لأطفال العالم الإسلامي.

إ. ع