وسط تصاعد الدعم الخارجي مع انطلاق اختبارات الفصل الأول لـ 12 مليون تلميذ

الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ يستنفر الخبراء لـ”التصدي إلى هاجس” الدروس الخصوصية

الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ يستنفر الخبراء لـ”التصدي إلى هاجس” الدروس الخصوصية
  • بحث استراتيجيات جديدة لمكافحة الدروس الموازية في ملتقى وطني يومي 21 و22 ديسمبر الجاري

يشهد قطاع التربية الوطنية هذا الأسبوع دخول أكثر من 12 مليون تلميذ في امتحانات الفصل الأول، وسط متابعة دقيقة من الأساتذة وأولياء الأمور على حد سواء، حيث صاحب هذا الموسم الدراسي ارتفاع ملحوظ في الطلب على الدروس الخصوصية، لتصبح ظاهرة تشغل بال الأسر وتشكل هاجسًا حقيقيًا للعديد من الأولياء الذين يسعون لضمان نجاح أبنائهم ، الامر الذي حرك الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ لاتخاذ خطوات عملية لمواجهة هذه الظاهرة، عبر تنظيم ملتقى وطني لدراسة أسباب تفشي الدروس الخصوصية وطرح حلول علمية وواقعية للحد من انتشارها، مع التركيز على تعزيز فعالية المدرسة العمومية وتطوير قدرات المعلمين. ويستعد الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ برئاسة حميد سعدي وبالتعاون مع مخبر علم النفس العصبي والمعرفي والاجتماعي جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي، لمواجهة واحدة من أكبر التحديات التي تهدد منظومتها التعليمية، محددا يومي 21 و22 ديسمبر 2025 بالمكتبة الوطنية بالحامة – الجزائر العاصمة، موعدا لتنظيم الملتقى الوطني الرابع حول المدرسة الجزائرية العمومية وظاهرة انتشار الدروس الخصوصية.

 

الدروس الخصوصية تشكل ضغطًا متزايدًا على الأسر والقطاع التعليمي

يأتي هذا الملتقى في وقت حاسم، إذ أصبحت ظاهرة الدروس الخصوصية ضغطًا متزايدًا على الأسر والقطاع التعليمي على حد سواء، في ظل تدني نتائج التلاميذ، وتفاوت جودة التعليم العمومي، وظهور ثغرات في التكوين المهني والتقويم المدرسي. ويهدف الحدث، المزمع إلى تحليل أسباب تراجع مستوى التعليم العمومي، واستشراف حلول عملية وواقعية للحد من الاعتماد على الدعم الخارجي والدروس الخصوصية. ويجمع الملتقى نخبة من الخبراء، الأساتذة، المفتشين، ممثلي جمعيات أولياء التلاميذ، والقيادات التربوية لتقديم رؤية استراتيجية وطنية ترتكز على تطوير قدرات المعلم، تعزيز فعالية المدرسة العمومية، وتحقيق تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ. وتأتي هذه المبادرة لتؤكد حرص الجزائر على استعادة دور المدرسة العمومية كرافد أساسي للتنمية البشرية وبناء جيل مبدع وقادر على مواجهة تحديات المستقبل. وسيعرف الحدث إبراز إشكالية الدروس الخصوصية بالنظر أن تطور وازدهار الشعوب والمجتمعات يتمركز حول الهوية الإنسانية والحضارية والثقافية لأفرادها الأمر الذي يدفع بالدول إلى السعي جاهدة لاستغلال كل إمكانياتها من أجل رفع المستوى العلمي والثقافي لأبنائها، فاستمرارية المجتمعات وتطورها بحاجة الى جيل مبدع ومبتكر ومؤهل وقادر على التفكير والتطوير لما للصلة الوثيقة التي تربط بين تطور المجتمع وفعالية التعليم الذي يتبناه، مما أدى الى زيادة الاهتمام بالمدرسة وفعالية دورها في التربية والتعليم. ونبهت الاتحاد في هذا الصدد، أنه سعت الجزائر كغيرها من الدول إلى تطوير منظومتها التربوية لمنحها صفة مواكبة تطورات العصر وهو ما هدفت اليها تلك الاصلاحات التي طالت جميع الأطوار التعليمية وبالفعل فقد قطع النظام التربوي التعليمي الجزائري أشواطا هامة، وحقق الكثير من الإنجازات الناجحة، لكنه في المقابل تعرض للعديد من المعوقات والإشكالات، ومظاهر الخلل التي أعاقت المدرسة الجزائرية عن تحقيق ما كان ينتظر منها، إذ لم ترق مخرجات المدرسة الجزائرية إلى التطلعات المنتظرة منها، وهو ما تؤكده الدراسات التي تناولت النتائج المدرسية والتي لا تتناسب في معظم الأحيان مع المجهودات المبذولة والامكانيات المسخرة.

 

الظاهرة لم تقتصر على التلاميذ ضعاف التحصيل بل طالت حتى المتفوقين

وحسب الاتحاد، فقد شهدت المدرسة الجزائرية مشاكل عدة وتذبذبا، أدخل قطاع التعليم العام في دوامة عجز عن فهمها المعلم والتلميذ والولي على حد سواء، وأصبحوا يرون أن المدرسة عاجزة على تحقيق النجاح لأبنائهم، فأصبح الاتحاد يلاحظ ومع انطلاق الامتحانات تسابقا مقلقا على حصص الدعم الخارجي والدروس الخصوصية سعيا منهم لرفع مستوى تحصيل فلذات أكبادهم وحماية لمستقبلهم الدراسي لدرجة أصبح فيها انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية وتفاقمها في الأوساط التربوية والتعليمية هاجسا يؤرق المعنيين بالتربية والتعليم وأولياء التلاميذ والمنظرين التربويين حيث لم تعد هذه الظاهرة تقتصر على التلاميذ ضعاف التحصيل بل طالت حتى المتفوقين منهم. ويسعى هذا الملتقى إلى معالجة إشكالية: هل تسببت المدرسة الجزائرية العمومية في ظاهرة انتشار الدعم الخارجي والدروس الخصوصية؟ وما هي الحلول العلمية والواقعية التي يمكن اعتمادها لتجاوز هذه المشكلة؟.

 

بحث سبل تفعيل مشاركة جمعية أولياء التلاميذ في طرح ومعالجة المشكلات التربوية

وسيركز الحدث دراسة محاور منها مواطن ضعف التعليم الذي تقدمه المدرسة العمومية وأسباب ذلك وتكوين المعلم وتنوع تخصصاته القاعدية وأثره على المردود الذي يقدمه في الصف الدراسي مع تسليط الضوء على دروس الدعم الخارجي ومدى تقدم التلميذ في مستواه التعليمي وأساليب التصدي للظاهرة، فضلا عن الوقوف على المعايير التي ينبغي للمدرسة العمومية أن تتبناها للتصدي لانتشار الدروس الخصوصية. ومن أهداف الملتقى الكشف عن مواطن الضعف في العملية التعليمية التعلمية في المدرسة العمومية وأسباب ذلك والقاء الضوء على تكوين المعلم وتنوع تخصصاته القاعدية وأثره على كفاءته في عملية التدريس وكذا مساهمة دروس الدعم وحقيقة في تقدم التلميذ في مستواه التعليمي وأساليب التصدي للظاهرة. وسيعمل الاتحاد من خلال ذلك الكشف عن المعايير التي ينبغي للمدرسة اعتمادها للتصدي لانتشار الدروس الخصوصية، وبحث سبل تفعيل مشاركة جمعية أولياء التلاميذ في طرح ومعالجة المشكلات التربوية، في إطار إشراك مختلف الفاعلين في العملية التربوية في نظرتهم لمشكلة الدعم.

سامي سعد