تاريخ وتراجم

ابن سيرين

ابن سيرين

ابن سيرين تابعي كبير وإمام قدير عرف بالزهد والورع، وكان إمام عصره في علوم الدين، فقيهاً ومفسراً ومحدثاً وإماماً كثير العلم، وصارت له شهرة كبيرة وواسعة في مجال تفسير الرؤى وتأويل الأحاديث من خلال الكتاب والسنة مع فراسته التي أهلته للقيام بهذا العمل ببراعة كبيرة. وكانت حياته حافلة بالصور الرائعة للأمانة والزهد والبر والتواضع، يقدم في حياته وسلوكه القدوة والنموذج للداعية الواعي والعابد المخلص والصديق الناصح والابن البار والعالم المجتهد والتاجر الأمين. ولد أبو بكر محمد بن سيرين البصري الأنصاري في خلافة عثمان بن عفان سنة 33 هـ، كان أبوه (سيرين) مملوكًا لأنس بن مالك الصحابي الجليل، وكان من نصيبه بعد معركة عين التمر وهي بلدة غربي الكوفة افتتحها خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق، فأعتقه أنس بعد مكاتبته. ولد الإمام ابن سيرين في البصرة ونشأ فيها، وترعرع في بيئتها العلمية، وتفقه على أيدي علمائها، وروى الحديث عن عدد من الصحابة والتابعين، وروى عنه الكثير من العلماء. يعد ابن سيرين من أشهر محدثي البصرة وحفاظها في رواية الحديث ودرايته، وكان من المكثرين لرواية الحديث النبوي الشريف، لذلك كان يعتبر من أشهر من دارت عليهم الرواية في البصرة، ويكفي أنه قد أخرج أحاديثه أصحاب الصحيحين والسنن الأربعة. وقد بلغ عدد مروياته في الكتب التسعة (874) حديثًا. والكتب التسعة هم البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه ومسند أحمد وموطأ مالك والدارمي. توفي ابن سيرين بالبصرة في 9 من شوال سنة 110هـ وله من العمر 77 سنة، بعد وفاة الحسن البصري بمائة يوم وقبره بجانبه قبر الحسن في البصرة.