احتضن المركز الثقافي لجامع الجزائر، السبت، فعاليات الملتقى الشبابي حول “دور الشباب الجزائري في تعزيز التكامل الإفريقي”، بحضور شخصيات وطنية ودولية ومشاركة واسعة من الشباب، حيث ألقى إسحاق ابن القيم قنونة، رئيس الهيئة الدولية للشباب والطفولة، كلمة افتتاحية عكست روح المبادرة والمسؤولية التي يتحلى بها شباب الجزائر في بناء مستقبل القارة الإفريقية.
وافتتح ابن القيم قنونة كلمته، بالاستشهاد بكلمة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون: “تبنى الجزائر بسواعد شبابها”، حيث أكد على أن هذا الشعار يعكس حقيقة الجوهر الذي تتمتع به الجزائر في دعم تمكين الشباب، مشيرا إلى أن شباب الجزائر هم القوة التي ستحمل راية التنمية والمستقبل. وقال: “هذه الجملة ليست مجرد كلمات بل هي فلسفة راسخة تعكس رؤية وطنية وشعبية لتحقيق نهضة شاملة تبدأ من الشباب الذين هم ركيزة أي تحول مستدام”. واستكمل قنونة كلمته قائلا: “نرحب بكم في هذا الملتقى الذي يهدف إلى إبراز قدرات شباب الجزائر في تعزيز التكامل الإفريقي. نحن هنا اليوم لتسليط الضوء على طاقات شبابنا، الذين يمثلون رواد المستقبل وسفراء الأمل في جميع أنحاء قارتنا الإفريقية. كما أكد أن الجزائر ليست فقط دولة قائدة في قارة رائدة، بل هي أيضاً دولة تفخر بشبابها الذين يمتلكون الإرادة لبناء جسور من التضامن بين شعوبنا الإفريقية”. وأشار قنونة إلى أهمية دور الشباب الجزائري في بناء شراكات قوية ومثمرة بين الدول الإفريقية، مؤكدا ان شباب الجزائر يمتلكون الإرادة والقوة لتحويل التحديات إلى فرص حقيقية، وتحويل الرؤى إلى واقع ملموس. مشيرا أنهم ليسوا مجرد مشاركين في مستقبل إفريقيا، بل هم محرك أساسي في صناعته. وأكد أن الجزائر، بفضل موقعها الاستراتيجي وثروتها البشرية الشابة، تلعب دورًا محوريًا في تعزيز التكامل بين دول القارة. كما سلط الضوء على أن الملتقى هو منصة للتباحث حول سبل تعزيز التكامل الاقتصادي والثقافي والاجتماعي بين الدول الإفريقية، مضيفا أنه من خلال هذا الملتقى، نأمل في تبادل الأفكار والرؤى حول كيفية توظيف الابتكار والتكنولوجيا في خدمة تحقيق هذا التكامل. نحن نعلم أن إفريقيا قارة غنية بمواردها البشرية والطبيعية، ولكن من الضروري أن نعمل على تكامل جهودنا في مجالات التعليم، الصحة، الاقتصاد، والابتكار لتحقيق التنمية المستدامة. وقدم قنونة، مثالا على الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه الشباب في تعزيز هذه الأبعاد، مؤكدا أن شباب الجزائر يظهرون كمحفزين حقيقيين للتغيير من خلال المبادرات الشبابية التي تسهم في تعزيز الروابط بين الدول الإفريقية. كما أن الابتكارات التكنولوجية التي يدعمها الشباب هي مفتاح لتسريع التحول الرقمي والاقتصادي في القارة. وأشار إلى أن الجزائر، بفضل ثروتها الشبابية وتوجهها الاستراتيجي، تظل قوة فاعلة في تقوية التعاون الإفريقي، مضيفا أن هذا التعاون لا يقتصر فقط على التعاون السياسي والاقتصادي، بل يمتد إلى تبادل المعرفة والتجارب بين الشباب في مختلف القطاعات. و من خلال هذه المبادرات، نهدف إلى خلق فرص جديدة للابتكار، وتعزيز التعاون بين الشباب في مشاريع مشتركة تساهم في بناء مستقبل أفضل. واختتم ابن القيم قنونة كلمته، بتوجيه رسالة تحفيزية لشباب الجزائر وإفريقيا، قائلاً: “إن شباب إفريقيا، وفي مقدمتهم شباب الجزائر، هم قلب مشروع التكامل الإفريقي. هم الذين سيرسمون ملامح قارة إفريقية مزدهرة، موحدة، وقوية. مشيرا أنه من خلال الملتقى ، نؤكد أن آمالنا وطموحاتنا لا تتوقف عند الكلمات، بل هي في يد شبابنا الذين هم صناع التغيير. كما يمثل هذا الملتقى فرصة حقيقية لتبادل الخبرات بين الشباب من مختلف الدول الإفريقية، وهو جزء من سلسلة فعاليات تهدف إلى تعزيز التعاون بين الأجيال القادمة في مختلف المجالات التنموية.
إيمان عبروس