أنا صديقتكم أم محمد من زرالدة، متزوجة وأم لثلاثة أولاد، مشكلتي تكمن في أن ابني الذي يدرس في السنة الأولى ثانوي لا يذهب إلى الدراسة لأن القسم الذي يدرس فيه لا يوجد به زملاء يعرفهم، وهو يهددني بالتوقف عن الدراسة إن لم أغير له القسم.
حاولت معه كثيرا وأوضحت له أن هذا ليس مهما للنجاح في الدراسة، لكنه يصر على رفضه، ويهددني بالتوقف نهائيا عن الدراسة إن لم أذهب معه إلى الثانوية وأطلب منهم تغيير له القسم ووضعه في قسم آخر مع زملائه الذين درس معهم في السابق.
حاولت معه كثيرا ليعدل عن قراره، لكن دون جدوى وأنا خائفة لو وصل الأمر لوالده أكيد سيرفض ويعيده لمقاعد الدراسة مرغما ويمكن أن يصيبه بعاهة مستديمة لأن زوجي عصبي جدا ويرفض مثل هذه التفاهات.
وهنا وجدتني حائرة سيدتي الفاضلة بين إقناع إبني العودة إلى مقاعد الدراسة والعدول عن قراره ويدرس عاديا في قسمه الحالي .
وأعلمك سيدتي الفاضلة أن زوجي لا يعلم أن ابني لا يذهب إلى الثانوية ولا بهذا المشكل من أساسه.
فأرجوك سيدتي الفاضلة ساعديني في إيجاد حل يريحني من المعاناة التي أتخبط فيها بسبب رفض ابني عودته إلى مقاعد الدراسة، وتهديده لي مستمر بالتوقف عن الدراسة نهائيا إن لم أرضخ إلى شرطه.
الحائرة: أم محمد من زرالدة
الرد: المتمعن في قراءة محتوى مشكلتك يتضح له أنك لم تحسني التصرف مع ابنك في مطلبه، وكان من المفروض ألا تتساهلي معه في مثل هذه الأمور لأنها ليست مهمة في حياة التلميذ، فالمهم أنه وجد قسما يدرس فيه وله أساتذة في كل المواد الدراسية، أما عن زملائه السابقين فيمكنه أن يلتقي بهم في ساحة الثانوية أو خارجها وليس ضروريا الاستمرار في الدراسة معهم في قسم واحد.
ولذا، فأنت مطالبة بالتعامل بصرامة مع ابنك في هذا الأمر خاصة وأنه في سنه وبمستواه الدراسي لا يمكنه أن يمارس شيئا آخر غير دراسته. وكان لابد منك أن تخبري والده بالأمر لأن هذا الأخير له مسؤولية على أولاده أيضا ولا يجب أن تبعديه عنها بحجة أنه عصبي، وعليك إخبار والده بهذا الأمر باعتباره ولي أمره، وعليك أن تعلمي أن مثل هذه الأمور المصيرية في حياة أبنائنا لا يجب إخفاءها عن الطرف الآخر .
وأكيد إن وصل الأمر لزوجك سيعود ابنك إلى دراسته ويحرص على التفوق فيها، ويعلم أنه على خطأ وأن ما يطلبه ليس مهما وليس سببا للتوقف نهائيا عن دراسته.
وهذا ما نتمنى أن تزفيه لنا عن قريب بإذن الله.