ابني يهددني بالانتحار أو الهروب من البيت إن استمريت في محاسبته على تصرفاته السلبية.. فما الحل؟

ابني يهددني بالانتحار أو الهروب من البيت إن استمريت في محاسبته على تصرفاته السلبية.. فما الحل؟

أنا سيدة متزوجة وأم لثلاثة أولاد، كانت حياتي الزوجية في السنوات السابقة على أحسن ما يرام، وقد وفقت إلى أبعد الحدود في تربية أولادي وحرصي على دراستهم وتفوقهم فيها، لكن خلال الموسم الدراسي السابق (2025/2024) لمست أن سلوكات ابني الذي يدرس في السنة الثانية ثانوي قد تغيرت، وكلما كلمته في الموضوع وطلبت منه تغيير سلوكاته والابتعاد عن رفقاء السوء يستخدم أسلوب التهديد معي ويحاول إظهار قوته ليفرض رأيه ويفعل ما يريد.

سكتت عنه خوفا من أن ينفّذ ما يدور في مخيلته، لكن ابني لم يغير من سلوكه خاصة هذا الموسم الدراسي الجديد، حيث سيجتاز شهادة البكالوريا، فهو يحسب نفسه أنه أصبح مسؤولا عن نفسه ويفعل ما يريد.

ولا أخفي عليك سيدتي الفاضلة أن ابني يعاملني بهذه الطريقة دون علم والده، فأنا لا أريد أن أخبر زوجي بتصرفات ابني السلبية خوفا من أن يفعل فيه مكروها كونه (زوجي) عصبيا ويتصرف بطريقة غير لائقة خاصة في مثل هذه الأمور.

أدرك تماما أن ابني يمر بمرحلة عمرية صعبة في حياة الإنسان (مرحلة المراهقة)، حيث يعتقد أنه أصبح رجلا ويريد فرض رأيه وسيطرته، وفي أحيان كثيرة ينسى أنني أمه.

لقد وصلت إلى مرحلة صعبة مع ابني، خاصة وأنه في كل مرة يهددني بالهروب من البيت أو الانتحار.

وهنا وجدتني حائرة سيدتي الفاضلة في كيفية التصرف مع ابني .

لذا لجأت إليك لمساعدتي في إيجاد حل لإبني لإعادته إلى رشده قبل فوات الأوان.

الحائرة: أم أنيس من الجزائر العاصمة

الرد: لست وحدك سيدتي أم أنيس من تعاني مع ابنها المراهق من مثل هذه السلوكات السلبية، بل هناك الكثير من الأمهات يشتكين من مثل هذه السلوكات والتصرفات التي ينتهجها أبناؤهن خاصة إذا أخفت الأم ذلك الأمر عن زوجها خوفا من تصرف لا يحمد عقباه يصدر منه رغم أن الأمر ضروري لإنقاذ أبنائنا من طريق غير لائق، وأيضا كون تربية الأبناء مسؤولية مشتركة بين الأبوين ولا يجب أن تتحملها الأم لوحدها.

ولذا فأنت مطالبة سيدتي الفاضلة بإعادة النظر في تعاملك مع ابنك واختاري الوقت المناسب الذي يكون فيه (ابنك) في حالة مزاجية جيدة وناقشيه في أسلوب تعامله لك الذي لا يليق، وعليه ألا يستخدم التهديد كأسلوب في كل مرة يشعر فيها بالغضب، وإن تطلب الأمر إيصال ما يقوم به إلى والده، فافعلي ذلك، وهذا بإمكانه أن يعيد ابنك إلى رشده ويستقيم في سلوكاته ويغير من طريقة معاملته لك.

واعلمي سيدتي أن تسامحك معه في كل مرة وإخفاء الأمر عن والده هو الذي دفعه للاستمرار في تلك التصرفات غير اللائقة، خاصة وأنه لمس منك خوفك عليه بعد كل تهديد بالهروب من البيت أو الانتحار.

نتمنى أن تتحسن ظروفك مع ابنك في أقرب الآجال، وهذا ما ننتظر منك أن تزفيه لنا عن قريب.