أنا صديقتكم مريم من العفرون، متزوجة وأم لثلاثة أولاد، بذلت قصارى جهدي لتلقينهم التربية الصحيحة وتمكينهم من إكمال دراستهم حتى ينجحوا في حياتهم ويتمكنوا من تأمين مستقبلهم مهنيا، والحمد لله قد وفقت في هذه المهمة إلى حد كبير، لكن حدث معي ما لم يكن في الحسبان بسبب ابنتي الكبرى البالغة من العمر 21 سنة، والتي تدرس بالجامعة، حيث صدمتني بقرارها بعدما قصدتني جارتي طالبة يدها للزواج مشترطة عليّ ترك دراستها لأن ابنها يرفض الزواج بفتاة تدرس أو تعمل.
وهنا كان رفضي لطلبها واضحا كوني سعيت جاهدة لإلحاق ابنتي لهذه المرحلة من التعليم لأتفاجأ بعدها بهذا الطلب الذي لم أضعه في الحسبان، خاصة وأن ابنتي قبلت بهذا العرض وبشروطه وهي مصرة على ترك دراستها لتتزوج كونها تحب ابن الجيران وعلمت بعد فوات الأوان أنها كانت تجمعهما علاقة عاطفية، وللأسف أعطته الموافقة على ترك دراستها بمجرد التقدم لخطبتها.
أنا رافضة لهذا الزواج وأن تترك ابنتي دراستها من أجله خاصة وأنها ناجحة في دراستها ولها طموحات كبيرة في الحياة، لكنني لم أقدر على إقناعها بالعدول عن قرارها وأيضا جارتي تصر معي لقبول العرض ما دامت ابنتي قبلت هذا الزواج.
لم أجد غيرك سيدتي ليساعدني في هذا المشكل خاصة وأن زوجي توفي وتركني وحدي أتحمل هذه المسؤولية الثقيلة.
فأرجوك ساعديني لإيجاد الحل لهذه المشكلة التي دمرتني نفسيا وعجزت عن إيجاد حل لها بنفسي.
الحائرة: مريم من العفرون
الرد: المتمعن في قراءة مشكلتك سيدتي الفاضلة يتضح له أن ابنتك خططت لهذا الارتباط واتفقت مع من أرادته زوجا لها من وراء ظهرك وهي السبب في خلق هذا المشكل، ويبدو أن هذا الشاب تلاعب بعقلها ورسم لها الحياة الوردية بارتباطها به، لذا أعطته الموافقة المباشرة على طلبه، فابنتك ما زالت لا تفقه في هذه المسألة شيئا، فالزواج تغيرت مفاهيمه عند الجيل الجديد وأصبحت الفتاة تفكر فيه دون التفكير في مسؤوليته.
وابنتك وهي في هذا السن لا أظنها قادرة على تحمل هذه المسؤولية خاصة وأنها لا تفقه في تسيير شؤون البيت ما دامت طيلة حياتها وهي تدرس.
ولذا، فأنت مطالبة بالتحدث بصراحة مع جارتك ومطالبتها بعدم الخوض في هذا الموضوع الآن وتأجيله إلى حين إكمال ابنتك دراستها، وتحدثي مع ابنتك أيضا بصراحة واعلميها بأن مصاعب الحياة قد كثرت في هذا الزمن وإتمام دراستها سلاح تقابل به هذه المصاعب.
وأكيد ابنتك في هذه المرحلة العمرية ما زالت صغيرة على اتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية في حياتها، وحاولي معها لتبعد عن مخيلتها فكرة الزواج حاليا وتفكر في دراستها فقط.
وأكيد لو وجدت الإصرار منك في هذا الأمر ستعدل عن قرارها وتؤجل فكرة الزواج إلى وقت لاحق.
وهذا ما ننتظر منك أن تزفيه لنا عن قريب، بالتوفيق.