من أبرز مجاهدي ولاية وتيارت

ابراهيم بن صالح دبوز.. استغل عمله في التجارة لنصرة المجاهدين

ابراهيم بن صالح دبوز.. استغل عمله في التجارة لنصرة المجاهدين

ولد المجاهد ابراهيم بن صالح دبوز بمدينة بريان – تغردايت – حوالي سنة 1902م وهو تاجر ومجاهد ومناضل ثوري.

انتقل المجاهد في سن مبكر إلى مدينة تيارت مثل بقية إخوته، حيث تلقى دراسته في المدرسة الرسمية هناك وكان من بين المتفوقين فيها، لكن الظروف لم تسمح له بإكمال دراسته، فمارس التجارة

وبرع فيها وكانت بداية تجارته في مدينة السوقر بتيارت ثم ركّز نشاطه بين مدينتي تيارت ومهدية، حيث ازدهرت فيهما تجارته رفقة أخيه حمو الذي كان شريكه وذراعه الأيمن، أين سنحت له الفرصة بالتعرف على الكثير من المناضلين من المنطقتين والعمل في النشاط الجهادي والتنسيق بينهم بسرّية وكتمان.

وكان المجاهد يجمع الاشتراكات من مدينة بريان وينقلها مع السلاح في شاحنته ليقوم بتسليمها لأخيه محمد الذي كان من بين أبرز قادة المناضلين بناحية تيارت وأمين مال المجاهدين بعد اندلاع الثورة بالناحية، ومستغلا معرفته بالطريق الرابط بين المنطقتين والثقة التي تضعها فيه قوات الاستعمار التي كانت كثيرة التعامل معه في محلاته بمدينتي تيارت ومهدية.

وكانت له نشاطات كثيرة مع المجاهدين في تيارت، حيث كان مخزنه المتواجد خلف محله مركزا لعقد اجتماعات الثوار، وكان يستغل موقع محله في حي الفرنسيين من أجل الاستخبار عن المستجدات وأخذ الأخبار من الزبائن دون أن يكون لهم أدنى شك في انتمائه لصفوف جبهة التحرير حتى أنّ سمعة هؤلاء الإخوة المجاهدين لا تزال تشهد بها الألسنة إلى يومنا هذا في كل من مهدية، السوقر وتيارت.

كما كان للمجاهد نشاط جهادي كبير بمسقط رأسه بريان، حيث كان بستانه الواقع بمنطقة الزّرقي من بين المراكز السرية لأفراد جبهة التحرير الوطني، حيث كانت كثيرا ما تجتمع ببستانه وتتبادل الأخبار وتستلم السلاح والمؤونة في سرية تامة.

وعُرف عن المجاهد ابراهيم دبوز أنه كان ذا مواقف صارمة ونشاط جاد وسرية تامة في العمل ومثابرة غير منقطعة النظير، كما يشهد له الجميع، حيث أنه لا يتردّد في الإقدام على تحمل المسؤوليات مهما كانت صعبة.

انتقل في فترة من نشاطه بعد الاستقلال إلى العاصمة، لكنه لم يطل البقاء فيها ليعود مرة أخرى إلى مدينة مهدية، حيث ركّز عمله فيها رفقة أخيه حمو، حيث قاما بإنشاء محطة البنزين الواقعة في وسط مدينة مهدية وكذا العديد من الحركات التجارية التي لا تزال قائمة إلى اليوم.

وافته المنية في مسقط رأسه بريان سنة 1984 ودفن هناك في مقبرة بن عسكر، وأصبح الشارع المؤدي حاليا إلى ناحية الزرقي ببريان ناحية زاقور يحمل اسمه نظرا للأعمال العظيمة التي قدّمها للثورة التحريرية.