لا تزال كثير من الابتدائيات على مستوى أحياء تسالة المرجة بالعاصمة محرومة من المدافئ رغم التقارير الكثيرة التي رفعت بشأن هذا العجز، ومعه احتجاجات السكان وأولياء التلاميذ الذين يرفضون أن يتلقى أولادهم التعليم في ظروف مماثلة سيما أن عددا منهم يأبى الالتحاق بأقسامها الباردة خاصة تلاميذ التحضيري وما بعده مباشرة، داعين إلى ضرورة تدخل السلطات المحلية لإنهاء هذا المشكل وقبله تزويد الأحياء المحرومة من غاز المدينة بهذه الطاقة.
واعتبر السكان أن السبب الرئيسي في المشكل الذي يعاني منه أولادهم هو عدم ربط سكناتهم ومجمل المرافق الأخرى في عدة أحياء بالمنطقة بشبكة الغاز الذي يعتبر مادة ضرورية خاصة في فصل الشتاء، مؤكدين أنهم راسلوا السلطات أكثر من مرة لتمكينهم من هذا المطلب سيما على مستوى حي سيدي عباد الذي يشكو عزلة شبه كلية نظرا للنقائص الكثيرة التي يعانيها قاطنوه والذين اعتمدوا الشارع وسيلة لنقل انشغالهم أملا في الاستجابة لمطلبهم الذي أدى تجاهله إلى حرمان أولادهم المتمدرسين من تدفئة رغم برودة الطقس واستحالة مقاومة هذه الظروف طويلا، باعتبار أن عددا من التلاميذ يتخلفون عن الالتحاق بأقسامهم عندما تنخفض درجات الحرارة وقد لاقوا القبول من أوليائهم لحداثة سنهم وإشفاق هؤلاء على أولادهم.
وتحدث الأولياء أيضا -في معرض شكواهم عن ظروف التمدرس غير المشجعة -عن الاكتظاظ الذي يشهده عدد من الأقسام، بحيث يلامس سقف الـ 50 تلميذا في وضع أثار حفيظتهم وجعلهم يحتجون قائلين إن تغير النسيج العمراني في أعقاب عمليات الترحيل استوجب معه توسيع دائرة الهياكل التربوية وهو ما لم يحدث، وأسفر الوضع عن تراجع التحصيل العلمي لدى التلاميذ الذين أضحوا بالكاد يستوعبون دروسهم بسبب الفوضى العارمة بالأقسام خاصة مع عجز الأساتذة عن التحكم في الأقسام بسبب هذا العدد الهائل من التلاميذ ورغم الشكاوى التي تقدمت بها إدارة هذه المدارس وأولياء التلاميذ إلى السلطات المحلية، إلا أنه لم يتم إلى غاية اليوم إيجاد حلول للمشكل القائم منذ سنوات وقيل فيه كتبرير عن عدم التحرك من المسؤولين أن البلدية أصلا تفتقر إلى أوعية عقارية يسمح لها بإنشاء مؤسسات تربوية جديدة .
إسراء. أ