قال تعالى: ” وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ” يونس: 107، فاتقوا الله ربكم وتعلَّقوا به، واحذروا كل تعلُّقٍ بغيره؛ فإنه القادر، والمخلوق هو العاجز مهما عَظُم: ” قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ” الزمر: 38.
فلا يجوز للمسلم أن يُعلِّق شفاءه من الأمراض، أو حمايته للنفس والعين بما يُسمَّى تمائم، وهي: ما يُعلَّق في الأعناق، أو تحت الوسائد، أو في الصناديق، لمن لا يُولَد لها، فكل ذلك حرام، ومِثل هذا النوع من السحر تتَّخِذه النساء لتُحبِّب زوجها إليها، ومِثل ذلك ما يُعلَّق بالدواب أو السيارات مخافةَ العين، أو ما يُتَّخذ من الرقى، وهي: العزائم المخالفة للطريق المشروع، والتي تكتب بحروف مقطَّعة أو بغير العربية، فالرُّقية الجائزة هي ما كانت بأسماء الله تعالى وصفاته، وبالأدعية القرآنية والنبوية، وباللسان العربي، وألا يُعلِّق العبد بها ثقتَه وآماله؛ بل يجعلها سببًا، والشافي هو الله تعالى وحده، فمن اتخذها لغير ذلك، فعليه الخطر من العقوبة؛ قال صلى الله عليه وسلم”من تعلَّق تميمة، فلا أتمَّ الله له، ومَن تعلَّق ودَعةً، فلا ودَع الله له” لأن هذا من الشرك؛ ورسالتُه صلى الله عليه وسلم تُحارِب الشرك.
فمن لم يتَّبِع سنَّته، فقد عرَّض نفسَه لما يُسخِط الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. جاء عشرة رجال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبايعوه، فبايع تسعةً وأمسك عن العاشر، فقالوا: ما شأنه؟ فقال: “إن في عضده تميمة”، فقطع الرجل التميمةَ، فبايعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: “مَن تعلَّق تميمةً، فقد أشرك”، فانظر أخي المسلم إلى هذا الرجل كيف بادر إلى ما يُرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليَحظى بصحبتِه في الدنيا والآخرة، فبادر أنت إلى سُنَّته؛ لتحظى بصحبته في الآخرة.