إنها فلسطين مطمع اليهود الأول منذ آلاف السنين، منذ أن وطئها الصليبيون وحررها عمر بن الخطاب من اليهود ومكرهم ثم صلاح الدين من بعد ذلك، وتلا ذلك عمليات النزوح المتدرجة إلى فلسطين وبدء الاستيطان عليها كمهاجرين وعمال زراعيين ثم مستأجرين فمشترين للأرض فمحتلين رسميين لها، هكذا تمكن اليهود من مدن فلسطينية عبر التاريخ ليعلن كيانه المزعوم “دولة إسرائيل” انطلاقًا من وعد بلفور المزيف للتاريخ والذي منح اليهود شرعية مزيفة لإقامة وطن لهم عليه. فقد كان طوفان الأقصى تاريخ أسود على اليهود، كسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر وأقوى دولة مزعومة في العالم، حيث نجحت المقاومة الفلسطينية من إلحاق اليهود بخسائر في العتاد والسلاح والأرواح لم يشهدوها منذ ٥٠ عاما على الأقل، ومن أجل استعادة اليهود لهيبتهم مرة أخرى، يتعمدون الآن قتل المدنيين الفلسطينيين وتفجير المنازل وتهجير أهل غزة من اجل احتلالها والتمكن منها ضمن مخطط التوسع المستهدف على الأراضي المحتلة. إن فلسطين مع اشتداد ما هي فيه من حرب، قد أقسم الله تعالى بعودة السلام لها، فقد قال تعالى “فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا”، نعم ستعود فلسطين آمنة وسيعود المسجد الأقصى حرًا يعبد فيه جميع المسلمين آمنين، ولكن حينما يشاء الله ذلك، وحينما يعود المسلمون إلى دينهم وإيمانهم واتحادهم، إن نصر فلسطين آت لا محالة والأيام القادمة ستثبت ذلك.