إنما الحياة الدنيا لعب ولهو

إنما الحياة الدنيا لعب ولهو

 

قال الله تعالى: ” اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ “. وقال تعالى ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ “.

والأحاديث الواردة في التحذير من الدنيا كثيرة، نذكر منها: قال صلى الله عليه وسلم: “والله، ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه هذه – وأشار بالسبابة – في اليم فلينظر بم ترجع” رواه مسلم.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بالسوق.. فمر بجدي أسك ميت، فتناوله فأخذ بأذنه، ثم قال: “أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟” فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء. وما نصنع به؟ قال: “أتحبون أنه لكم؟” قالوا: والله، لو كان حيًا، كان عيبًا فيه، لأنه أسك، فكيف وهو ميت؟ فقال: “فو الله، للدنيا أهون على الله، من هذا عليكم” رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: “ما لي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها” رواه الترمذي.

والإنسان في هذه الحياة لا بد له من الضروريات التي هي: الطعام والملبس والمسكن، والسعي في سبيل ذلك أمر مشروع. وكف النفس عن حاجة الآخرين أمر يطالب به الشرع، واليد العليا خير من اليد السفلى. والمحظور هو الانغماس بطلب الدنيا، والانهماك في جمع حطامها، مما تهدر به واجبات أخرى كثيرة على الإنسان القيام بها، من أداء العبادات المطلوبة في أوقاتها. والعناية بتربية الأبناء، وأداء حقوق المسلمين…

فالتحذير من سيطرة حبها على القلب، بحيث تنصرف همة الإنسان بكاملها إليها وتنسى الواجبات الأخرى. ومن هنا كانت مراجعة الحساب بين فترة وأخرى أمرًا ضروريًا، يتعرف الإنسان على وضع نفسه، وكم أخذت الدنيا من وقته، وكم بقي للآخرة منه، فإذا فعل ذلك، استطاع أن يعدل مساره، كلما وجد الانحراف قد تطرق إليه.